المقالات

حكاية صورة ))*** قلوب متسامحة

جريدة موطني

***(( حكاية صورة ))***

قلوب متسامحة

وليد حسين عمر

يحكى أن إثنين من البدو أبناء عم كانوا يسرحون بالغنم فحصل خلاف بينهم فضرب أحدهم الآخر دون قصد فقتله فرحل القاتل خوفا من الثأر واستقر به المطاف في البادية 

أما إبن عمه المقتول فكان له من الأخوة ثلاثة: الكبير إسمه سعود, والأوسط عواد , والأصغر على .

وبعد أن مضى على مقتل أخيهم عشرين عام، إتفقوا على أن يخرج ثلاثتهم للبحث عن قاتل أخيهم الذي هو إبن عمهم ليقتلوه ثأرا لقتله أخيهم .

فأخذوا يبحثون عنه فى كل مكان حتى إهتدوا إلى مكان سكنه فقال أخوهم مابدنا نذبحه قدام العرب ، إصبروا لليل حين تخلص التعاليل واحد منا يمد عليه ويطخه، وبالليل جلسوا ينتظرونه خلف بيته وحين خلصت التعاليل عند شيخ القبيلة دخل إبن عمهم بيته وتناول الربابة وجلس ، فقال سعود لإخوته لأحد منكم يطخ عليه ، خلينا نسمع وش وده يقول. 

وللصدفة قام إبن عمهم يجر عالربابة وهو يقصد قصيدة يذكر فيها شوقه لأبناء عمه ويتوجد على حاله وماحصل له بعدهم ويذكر أسماءهم الثلاثة فيها فراح يقول :

والله ثم والله وعشرن مابالاشهاد 

وحق الرسول وحق باني البنية

إني عليل وما تهنيت بوساد

وياعلتي جوى الضماير خفية

والنفس ياعلي عيت عن الزاد 

والعين عن طيب المنامة معية

وقلبي طوى الأيام والدهر ميعاد 

وتجمعت يا علي من كل نية

من بعدها ياراكبن فوق فداد 

حراً على قطع الفيافي شتية

ان سايلك عني من الحي وداد

قلو كفاك الشر حالو ردية

وان سايلك عني من الحي حساد

قلو قوي الحيل عالمعنقية

نركب على الصفرة من الخيل ملكاد

ونلحق مع اول سربتن باسلية

وألفن هلا بسعود وألفن بعواد

والفن صباح الخير والفن مسية

ياسعود ياحرً على كف صياد

ومن ضربة مخلابك تسيل الدمية

بوجودكم نمشي على روس الأشهاد

ومن دونكم نقصر من الحبل طية

بعد القرايب قصر العمر مازاد 

وشوف القرايب جنة الضاهرية

يالله لاتميتني بدار الأجناب 

غير النشامة واقفينن عليه

فلما سمع أبناء عمه القصيدة دخلوا عليه بالأحضان وهم يبكون وحلفوه أنه لم يكن يدرى بوجودهم حين قال قصيدته فحلف لهم على ذلك فسامحوه وأعادوه معهم إلى قبيلتهم 

من أجمل ما قرأت ( قلوب متسامحة ) 

حكاية صورة ))*** قلوب متسامحة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار