المقالات

( حكاية صورة )  

الملكة بلقيس

( حكاية صورة )

الملكة بلقيس 

وليد حسين عمر

 

يحكى أن هناك ملكة تدعى الملكة بلقيس بمملكة سبأ وتنسب إلى الهدهاد بن شرحبيل من بنى يعفر ، و هناك إختلاف كبير بين المراجع التاريخية في تحديد إسم ونسب هذه الملكة الحِمْيَرية اليمانية، كما أنه لا يوجد تأريخ لسنة ولادتها ووفاتها.

كانت بلقيس سليلة حسبٍ و نسب، فأبوها كان ملكاً ويقال إنه تزوج إمرأة من الجن تدعى “ريحانة بنت السكن ” فولدت له بلقيس، و قد ورثت الملك بولاية من أبيها؛ لأنه على ما يبدو لم يرزق بأبناء بنين ؛ فلَمَّا حضرت أباها الوفاة جمع وجوه مملكته وأهل المشورة، وكان من جملة ما قاله له لِيبرر إستخلاف بلقيس عليهم:

” إني رأيتُ رحالا ، وأدركتُ ملوكا فلا والذى أحلفُ به ما رأيت مثلَ بلقيسَ رأياً وعلماً وحلماً “.

إستنكر أشراف وعلية قومها توليها العرش وقابلوا هذا الأمر بالإزدراء و الإستياء، مما كان له أصداء خارج حدود مملكتها، فقد أثار الطمع في قلوب الطامحين الإستيلاء على مملكة سبأ، ومنهم الملك “عمرو بن أبرهة” الملقب بذي الأذعار.

حشر ذو الأذعار جنده و توجه ناحية مملكة سبأ للإستيلاء عليها و على ملكتها بلقيس، إلا أن بلقيس علمت بما فى نفس ذي الأذعار فخشيت على نفسها، وإستخفت في ثياب أعرابى ولاذت بالفرار.

وبعد أن عم الفساد أرجاء مملكتها عادت بلقيس وقررت التخلص من ذى الأذعار، فدخلت عليه ذات يوم في قصره و ظلت تسقيه الخمر وهو يظن أنها تسامره وعندما بلغ الخمر منه مبلغه، إستلت سكيناً و ذبحته بها.

وبفعلتها هذه وخلصت أهل سبأ من شر ذي الأذعار وفساده

وإزدهرت مملكة سبأ فى عهدها، وإستقرت البلاد أيمّا استقرار، وتمتع أهل اليمن بالرخاء و الحضارة والعمران والمدنية.

كما نجحت فى محاربة أعدائها ووطدت أركان ملكها بالعدل وساست قومها بالحكمة.

ومما أذاع صيتها وحببها إلى الناس قيامها بترميم سد مأرب الذى كان قد نال منه الزمن كما إنها هى أول ملكة إتخذت من سبأ مقراً لحكمها.

ومن أكثر السور القرآنية التي أحب تلاوتها هى سورة النمل فهي تسلط الضوء على مُلك وقوة سيدنا سليمان عليه السلام .. النبي الذي كان جنوده من الجن والإنس والطير وكان يحكم الأرض ، ومُلكه لا يقارن مع ملك أي ثرى عبر التاريخ ، فهو الملك الذي منحه الله القوة والحكمة والمُلك وغير ذلك ..

سيدنا سليمان هو إبن نبى الله داوود عليه السلام وورثه فى الحكمة والمُلك ولقد ذكره الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم فى أكثر من آية وكان يفهم لغة النمل والطير .. وكذلك سخر له الله سبحانه وتعالى الرياح والجن والإنس والطير وكانوا يطيعون أوامره ويهابونه بشدة . وفى ذات يوم كان سيدنا سليمان يتقدم بجيشه، وفى طريقه سمع نمله تقول لأصدقائها ” أبتعدوا عن طريق سليمان وجيشه خوفاً من أن يحطمنكم دون أن يشعروا ” .. فإبتسم سيدنا سليمان ضاحكاً مما تقوله النملة وشعر بنعمة الله عليه وكيف أن الله سبحانه وتعالى علمه لغة النمل ثم دعاه “رب وفقنى أن أشكر نعمك الجليلة التي أنعمتها عليى وأن أعمل عملاً صالحاً ترضاه منى وأن تدخلنى فى نعيم جنتك مع الصالحين “.. 

وأثناء تفقد سيدنا سليمان حال جنوده من الطير لاحظ غياب الهدهد ( وكان هدهد مميز لذلك لاحظ غيابه ) دون إذن مُسبق منه، فقال سيدنا سليمان بأنه إذا لم يأتِ له الهدهد بعذر يبرر سبب غيابه سوف يعذبه عذاباً شديداً أو يذبحنه عقاباً له ، وبعد وقت قصير عاد الهدهد ، فسأله سيدنا سليمان عن سبب تأخره وتخلفه عن الموعد؟ .. فقال له الهدهد أنه جاء له بخبر خطير وهو على يقين منه وأخبره بما رآه فى مملكه سبأ ( مدينة باليمن ) وأن هؤلاء القوم يعبدون الشمس من دون الله وقد حسّن لهم الشيطان هذا الكفر وهم لايهتدون ولا يؤمنون بالله تعالى ، وتحكمهم أمرأه إسمها بلقيس ولها عرش عظيم . فأراد سيدنا سليمان أن يتأكد من صدق كلامه ، فأعطاه رساله وأمره أن يوصلها إلى الملكة بلقيس وأن ينتظر ماذا ستفعل ، وكانت الرسالة مفادها أن يأتوا لسليمان مسلمين وموحدين بالله وحده لا شريك له، فلما قرأت هذه الرسالة إجتمعت مع كبار مستشاريها وقرأتها عليهم وطلبت منهم أن ينظروا ماذا سيفعلون في هذا الأمر فهي لن تقبل على شئ قبل مشورتهم ، فكان ردهم أنهم أصحاب قوة وبأس وأنهم على أستعداد تام

أقرت الملكة بلقيس بنبوة سيدنا سليمان وحكمه ، وأسلمت وحسُنَ إسلامُها. وقيل إنه تزوجها وولدت له ولداً اسمه ( رحيعم )، وقيل إنه زَوَّجَها (ذو بَتَع) من همدان، وردهما إلى اليمن وأمر الجن فبنوا لها قصر سَلْحين فى مأرب

وهكذا فالتاريخ ملئ بملوك وملكات لعبوا دورا هاما على مسرح الحياة عبر عصوره المختلفة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار