مقالات دينية

حكم تارك الصلاة والمتهاون بها

حكم تارك الصلاة والمتهاون بها

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

حكم تارك الصلاة والمتهاون بها ، الحمد لله على إحسانه والشكر له على توفيقه وإمتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له تعظيما لشأنه وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه والأنبياء إخوانه أما بعد أيها المسلمون لقد فرضت الصلاة على نبيكم من الله تعالى إليه بلا واسطة، وفرضت فوق السماوات العلى، وفرضت خمسين صلاة حتى خفضت إلى خمس صلوات بالفعل، وخمسين بالميزان ألم يكن هذا أكبر دليل على فضلها والعناية بها، وإن حالنا مع الصلاة اليوم حال يندى له الجبين، حيث خف ميزانها لدينا وصار التخلف عنها أمرا هينا لدى بعضنا فهناك من البيوت من لا يشهد أهلها الصلاة والذين يشهدونها لا ينكرون على المتخلفين وقد يكونوا من أولادهم الذين كلفوا بأمرهم بها وضربهم عليها، وفئام أخرى من جيران المساجد.

 

لا تراهم في المساجد ولا يدخلون للصلاة فيها وقد يشهدون بعض الصلوات ويتخلفون عن بعضها الآخر، وفئام كثيرة تحضر إلى المساجد متأخرة لا تدرك إلا بعض الصلاة مع الإمام وقد لا تدرك منها شيئا، فيا ترى ما هو عذرك يا من تسمع النداء، وما جوابك عند مولاك يوم الحساب والجزاء ؟ فيا عبدالله يا من فقدناه في المسجد حينا، يا من تخلف عن الصلوات ألم يأن لك أن تندم على ما مضى من السيئات ؟ ألم يحزن قلبك على تركك الصلوات ؟ إلى متى وأنت صريع الخطيئات، تتخطفك الأهواء والشهوات، وكأنك بمعزل عن نظر بارئ الأرض والسموات ؟ أو كأنك معصوم من قدوم هادم اللذات ومفرق الجماعات ؟ فيا تارك الصلوات ويا هاجر الجمع والجماعات أرعني سمعك وقبل ذلك فؤادك لتستمع إلى هذا الحديث الذي أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.

 

من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال أتى النبي رجل أعمى فقال يا رسول الله إنه ليس لي قائد يقودني إلى المسجد فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته، فرخص له فلما ولى دعاه فقال هل تسمع النداء بالصلاة ؟ قال نعم، قال فأجب ” فانظر يا تارك الصلاة كيف أن صلاة الجماعة تجب على هذا الصحابي الذي جمع بين فقد البصر، وبعد الدار، وخوف الطريق وعدم القائد، فكيف لا تجب على المبصر المجاور للمسجد الذي يسمع عند كل صلاة أكثر من مناد يصدح بحي على الصلاة حي على الصلاة حي على الفلاح حي على الفلاح، فإن أمة لا يقف أفرادها بين يدي الله عز وجل في الصلاة لطلب الفضل منه، لجديرة ألا تقف ثابتة في مواقف الخير والوحدة والنصر والقوة، لأن هذه الخصال كلها من عند الله وحده، فإذا أصلحنا ما بيننا وبين الله.

 

أصلح الله ما بيننا وما بين الناس، وإن أمة لا يعفر أبنائها وجوههم في التراب ويمرغون جباههم في الأرض تعظيما لخالقهم وإعلانا للعبودية التامة له، لحرية ألا تثبت أمام التحديات والمتغيرات وأن تذوب في خضم المغريات والإبتلاءات، ولقد بينت الشريعة حكم تارك الصلاة والمتهاون بها فإن كان تاركها جاحدا لوجوبها فهو كافر بإجماع المسلمين، أما إذا تركها تهاونا وكسلا مع إعتقاد وجوبها فهو كافر على الصحيح من أقوال العلماء ولقد صرحت اللجنة الدائمة للإفتاء بكفر من يصلي الجمعة فقط، ويترك الصلوات الخمس، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعني وإياكم بما فيهما من الآيات والذكر والحكمة، أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم، ولسائر المسلمين والمسلمات، من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه وتوبوا إليه، إن ربي كان غفورا رحيما.

حكم تارك الصلاة والمتهاون بها

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى