
حلاوة الإيمان والسعادة والهناء
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد، إن من ثمرات محبة النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هو حلاوة الإيمان والسعادة والهناء، حيث روي عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال ” ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار” رواه البخاري، فقيل أن الثواب على ما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم والنصرة لمن نصره والسعادة لمن إتبعه.
وصلوات الله وملائكته على المؤمنين به والمعلمين للناس دينه والحق يدور معه حيثما دار وأعلم الخلق بالحق وأتبعهم له أعملهم بسنته وأتبعهم لها” ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالي ” لا سبيل إلى السعادة والفلاح في الدنيا والآخرة إلا على أيدي الرسل ولا سبيل إلى معرفة الطيب من الخبيث على التفصيل إلا من جهتهم ولا ينال رضى الله البتة إلا على أيديهم فالطيب من الأعمال والأقوال والأخلاق ليس إلا هديهم وما جاؤوا به فالضرورة إليهم أعظم من ضرورة البدن إلى روحه والعين إلى نورها والروح إلى حياتها فأي ضرورة وحاجة فرضت فضرورة العبد وحاجته إلى الرسل فوقها بكثير وما ظنك بمن إذا غاب عنك هديه وما جاء به طرفة عين فسد قلبك وصار كالحوت إذا فارق الماء ووضع في المقلاة فحال العبد عند مفارقة قلبه لما جاء به الرسل عليهم السلام.
كهذه الحال بل أعظم ولكن لا يحس بهذا إلا قلب حي وما لجرح بميت إيلام، وإذا كانت سعادة العبد في الدارين معلقة بهدي النبي المصطفي صلى الله عليه وسلم فيجب على كل من نصح نفسه وأحب نجاتها وسعادتها أن يعرف من هديه وسيرته وشأنه ما يخرج به عن الجاهلين به ويدخل به في عداد أتباعه وشيعته وحزبه والناس في هذا بين مستقل ومستكثر ومحروم والفضل بيد الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم، وكما أن من ثمرات محبة النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هو مغفرة الذنوب وذهاب الهموم، حيث روي عن الطفيل بن أبي بن كعب عن أبيه قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذهب ثلثا الليل قام فقال ” يا أيها الناس أذكروا الله اذكروا الله جاءت الراجفة تتبعها الرادفة جاء الموت بما فيه جاء الموت بما فيه ”
قال أبي قلت يا رسول الله إني أكثر الصلاة عليك فكم أجعل لك من صلاتي ؟ فقال ما شئت، قال قلت الربع قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت النصف قال صلى الله عليه وسلم ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قال قلت فالثلثين قال ما شئت فإن زدت فهو خير لك، قلت أجعل لك صلاتي كلها قال إذا تكفى همك ويغفر لك ذنبك” رواه الترمذي، وهي الرحمة والنور في الدنيا والآخرة، وكما أن من ثمرات محبة النبي المصطفي محمد صلي الله عليه وسلم هو مرافقة الأنبياء والمرسلين والصديقن والشهداء، حيث قال الله تعالى في سورة النساء ” ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا “