“حوار بين العاشقين عند الفجر | تأملات في الحب والزمن والخيانة والوفاء”
جريدة موطني

“حوار بين العاشقين عند الفجر | تأملات في الحب والزمن والخيانة والوفاء”
السعيد عبد العاطي مبارك الفايد- مصر ٠

قالت لي ذات صباح، والشمس تمشط خيوطها الذهبية على وجه المدينة:
يا عمري، دعك من اللئيم، ذاك الذي باع الوداد في سوق الرياء.
اتركه خلفك، وامضِ إلى صهوة الجمال، حيث تهدأ الأرواح تحت ظلال الحب، بعد موجات النسيان الطويل.
افتح قلبك للنقاء، واتبع ضوء العاطفة، هناك حيث لا خيانة ولا كذب.
نظرت إليها، وهمست بكلمات محملة بعبق الفجر ونبرة الكبرياء:
معللتي… آه، كم تغيرت ملامح الأرض!
انغلقت أبواب المدينة، وتوارى الصدق بين أروقة القلوب.
ضاع المحبون بين طرقات الشك، وغرقوا في مستنقع الوعود الزائفة، وهم لا يزالون في شرخ الصبا.
ضحكنا معًا، ضحكة خافتة تخبئ خلفها دمع الذكرى، ورددنا:
ياللعمر السريع!
لقد انتصف النهار، والشمس تصفع وجوه العذارى بقبلة حرّى، وكأنها تودعهم قبل الغروب القريب.
نقف في منتصف الزمن، بين ماضٍ لا يعود ومستقبل لا نعرف له ملامح.
قلت لها:
تعالي، نلجأ إلى ملاذ القلوب الحانية، نختبئ من غدر الأيام وتقلبات البشر.
نصنع من الودّ وطنًا، ومن الحنين ملجأً لا يخذلنا.
نكتب على جدران اللقاء:
“الحب حياة”، و”الوفاء شمس لا تغيب”، و”العشق وعد لا يخون”.
قالت:
نعم، فكل بداية تستحق طهارة النوايا.
لنمنح أحلامنا فرصة جديدة، ونبعث في روحينا أملًا متجددًا.
ولنجعل من كل مساء لقاءً سماويًا، تتعانق فيه الأرواح، وتذوب فيه المسافات.
هكذا انتهى الحوار، لكنه لم يُغلق.
بل كان بداية لرحلة جديدة، تقودنا نحو أفقٍ من الصفاء،
حيث الحب يُقال بصدق، وتكون المشاعر عنوانًا لكل صباح يتجدد، كما لو كان أول لقاء.