الرئيسيةاخبارحول التعليم المجاني
اخبار

حول التعليم المجاني

حول التعليم المجاني

حول التعليم المجاني 

بقلم السعيد عبد العاطي مبارك الفايد – كاتب و باحث و تربوي مصري ٠

[ أمة في خطر ٠٠!! ]

” التعليم حق للجميع كالماء والهواء” 

( عميد الأدب العربي : د٠ طه حسين )

 

عزيزي القارىء الكريم ٠٠

في البداية يظل العقل السليم في الجسم السليم ، و حول الصحة و التربية و التعليم ندندن ، و لِمَ لا فهما قوام أي أمة تريد أن تنهض في الحياة نحو مسيرة التقدم و المستقبل هكذا ٠

و قد كتبنا بضع مقالات عن الصحة و التعليم لمدى دورهما و أثرهما في حياة الشعوب و لا سيما الدول النامية النايمة بالطبيعي في رغبة الاستسلام ٠

  

نعم الصحة و التعليم قاطرة التطور بالصحة يستطيع الإنسان أن يعمل و بالتعليم يفكر و ينهض في روح إيجابية قادرة على التغيير على مستوى كافة الاتجاهات معاً ٠

و قد اهتم الإنسان الذي صنع الحضارة بالطب و العلم منذ نعومة أظفاره كما في الدولة القديمة ٠٠

و لكن في عصرنا تغيرت حتى مفهوم القيم و حدثت هزة عنيفة في مفاصل الدولة وضربت الصحة و التربية في مقتل ففرغت جوهر الإنسان من مفهوم معادلة الارتقاء شكلا و مضمونا و كما و كيفا و معنويا و ماديا ٠٠

و من ثم أصبحت الصحة تخضع إلى الكشف الخصوصي بمشتملاتها الطبية بعد أن تدنت الخدمات و أمست المصحات و المشافي والوحدات الصحية في القرى و الريف بمثابة هياكل فاخرة لكنها خاوية من تقديم علاج مناسب إلا في المستشفيات العامة و الجامعية برغم النقص و مستوى العلاج و انتظار الأدوار و تحمل المريض قسط كبير من النفقة كادت أن تدور في فلك المستشفيات الخصوصية المتسلطة النفعية بصور مبالغ فيها ٠

 

و نعود إلى مجانية التعليم التي أمست سرابا مخيفا و شبحا يهدد بتآكل دخل الأسرة المترنح في الأصل وسط التدني و التضخم و معدلات البطالة و نفقة التعليم و الصحة باتت تفوق الخيال و من رابع المستحيلات أن توفرها كثير من الأُسر في إطار النفقة على التعليم و دون مردود لا وظيفة و لا رفع جهل و شحن علم و معرفة تواكب حركة الحياة ٠

و إيمانا من عميد الأدب العربي د٠ طه حسين بدور التعليم في تغير ملامح الإنسان في الحياة نجده يرفع هذا الشعار و حق تعليم البنات في التعليم العالي و الرسائل الجامعية ٠٠

التعليم حق للجميع كالماء والهواء” و هذه الكلمات خلاصة رسالة لا مناص منها في أي زمان و مكان ٠

 حيث تلخص قيمة ومعنى التعليم، و أثره على الفرد و المجتمع بلا شك ٠

 

مع بدايات مجانية التعليم :

حينما نراجع المصادر عن فكرة و نشأة التعليم الحكومي كانت قبل بداية القرن التاسع عشر حيث كان التعليم مقتصراً على الكتاتيب أو المساجد والجامع الأزهر، ولم تتجل مسئولية الدولة إلا مع بداية 1820 فى عهد محمد، ومع اهتمامه بالتعليم، كانت مجانية التعليم فى ذلك الوقت مقتصرة على قلة من الأعيان ٠ 

لكن مع دخول الاحتلال الإنجليزى فرضت المصروفات على التعليم الحديث، واقتصر التعليم فى المدارس لتكوين الموظفين وكوادر الدولة.

 

كان دستور 1923 أول دستور مصرى، يكفل حق التعليم، بما يمثل انطلاقة حقيقية لمسئولية الدولة وتطورها فى شئون التعليم.

 

وهذا واضح مع وزارة ( نجيب الهلالى ) قانون مجانية التعليم الابتدائى فى المدارس الحكومية فى المدن عام 1944، بجانب التعليم الإلزامى الذى ظل فى القرى إلى جانب التعليم الحديث الرسمى مجانيا.

 

ومع تولى عميد الأدب العربى مهام وزارة التعليم فى 12 يناير 1950، أصدر قرارا فى 1951، بمجانية التعليم الثانوى، اتساقا مع فكرة أن التعليم متاحا ومشاعا كالماء والهواء.

 

مجانية التعليم مع ثورة ٢٣ يوليه ١٩٥٢ م :

و مع قيام ثورة 1952، ودورها الوطنى تضمن دستور 1956، أول دستور للبلاد دائم بعد دستور 1923 بأن التعليم حق للمصريين جميعا تكفله الدولة بإنشاء مختلف المدارس والمؤسسات ٠٠

حتى جاء عام 1961، وأعلن “ناصر” الثورة التعليمية الحقيقة، وفيه يتيح التعليم الجامعى بالمجان، كحق من حقوق المواطنة، وأتت تعديلات الدسنور فى مارس 1966 مؤكدة على مجانية التعليم، حيث ذكر فى المادة 39 على “إشراف الدولة على مراحله المختلفة فى مدارس الدولة وجامعاتها بالمجان ٠

ثم حدثت ردة ضدة مجانية التعليم فأكلت الأخضر و اليابس من دخل الأسرة المضمحل و أثرت على المأكل و الملبس و العلاج و هذه أبسط حقوق المواطن في الحياة بعيدا عن الرفاهية ٠

 

و هنا أركز و أسلط الضوء على التعليم قبل الجامعي حيث أصبحت المدارس الخاصة المتنوعة و الدروس الخصوصية بتوابعها كتب خارجية و ملخصات و مذكرات و مصاريف يومية إضافية، ناهيك عن تكبد الأسرة و انشغال الأب عن البيت تلبية لزيادة الدخل من أجل الدروس الخصوصية و عدم التفرغ نوعا ما لبعض الوقت لمتابعة الأبناء و تربيتهم تنشئة صحيح على الفضيلة و مكارم و قيم الأخلاق ٠٠

نريد تعلم خاليا من المصروفات و الدروس الخصوصية و مشتملاتها و يكون حلا جذريا ٠٠

و توفير وجبة غذائية مناسبة و يعود الطالب إلى البيت يذاكر و يلعب و يمارس طقوس الحياة بعيدا عن اللف حول الدروس حتى منتصف الليل و غيابه عن المدرسة و عدم المراقبة و المتابعة ٠٠

و الجامعات متوفرة و لا بأس بالخاص في عدم طغيانها على التعليم الرسمي بضوابط ٠٠

إصلاح حال المتعلم و المعلم حتى نوفر الوقت و المناخ لهما و عودة رسالة المدرسة لتحقيق أهدافها الأساسية ٠

حتى تنهض الدولة و تستفاد من التعليم وتوظيفه في الحياة العملية تطبيقيا ٠

واقعا لا شعارات نريد مقترحات و حلول ناجزة على أرض الواقع إذا أردنا أن نحل المشكلات التربوية و التعليمية ٠

و إلا نغلق المدارس و نوزع ميزانية التعليم على شريحة المستفيدين حسب المراحل كي يتعلمون كيف يشاؤون حسب الرغبة ٠

 

و في النهاية هل تعود جهود الدولة و المجتمع لعودة مجانية الصحة التي تؤهل صاحبها للتعلم من خلال مقولة العقل السليم في الجسم السليم رحمة وشفة بدخل الأسرة الذي ترنح و لم يكف ِ للنفقة أولا على لقمة العيش و سداد فواتير المرافق من ماء و كهرباء و غاز ٠٠

فالإنسان هل يقدم ذلك على الصحة و التعليم أو العكس ٠

 

حقا أمة في خطر لابد من تضافر كافة الجهود لعودة مجانية التعليم التي هي مكاسب الثورات و الدساتير و القوانين و حق طبيعي للمواطنة ٠

و على الله قصد السبيل ٠

حول التعليم المجاني

حول التعليم المجاني

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *