اخبار

حين انكشفت أكذوبة الردع الإيراني .. هل إيران جزء من سيناريو إقليمي أكبر؟

حين انكشفت أكذوبة الردع الإيراني .. هل إيران جزء من سيناريو إقليمي أكبر؟

بقلم : د . هاني المصري

——————–

 

في ضوء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية ومواقع عسكرية داخل العمق الإيراني، تتصاعد الأسئلة في الداخل والخارج حول سرّ “العجز الصارخ” الذي أظهرته الدفاعات الجوية الإيرانية، والتي يُفترض أنها متطورة، بل وتُفاخر بها طهران دومًا كحصن حصين أمام أي عدوان.

 

سقوط الأقنعة … ومواقع الدفاع

 

خلال الساعات الأولى من الضربة التي أطلقتها إسرائيل – والتي وُصفت بأنها الأوسع منذ حرب 2006 – لم تظهر أي فعالية لمنظومات الدفاع الجوي الإيرانية. بل كشفت التقارير الميدانية أن الرادارات لم تلتقط حتى إشارات اختراق، وأنّ الطائرات المسيّرة والصواريخ عبرت بسهولة مدهشة إلى أهدافها الحساسة، بما في ذلك منشآت نووية تحت الأرض وقواعد للحرس الثوري.

 

يبدو أن العدو دخل وخرج دون مقاومة تُذكر، وكأنّ طهران نمرٌ من كرتون.

 

فهل إيران نمر كرتوني بلا أنياب؟

 

ينطلق هذا الاتهام من الداخل الإيراني نفسه، حيث تصاعدت أصوات من داخل البرلمان والصحافة تتحدث عن “تآكل المنظومات الدفاعية” و”فساد في الصفقات العسكرية”، بل أن البعض شبّه ما جرى بأنه أشبه بـ”حفلة رقص للموساد فوق سماء طهران”.

 

البعض يرى أن إيران، رغم خطابها الثوري، لا تملك القدرات الدفاعية الحديثة لمواجهة الجيل الجديد من الطائرات المسيّرة والصواريخ الفرط صوتية، خصوصًا مع العقوبات الأمريكية التي عطّلت مشاريع تحديث الرادارات وأنظمة الاعتراض الجوي.

 

هل تمّ اختراق إيران استخباراتيًا ؟

 

الرواية الأخطر هي التي ترى أن ما حدث لا يمكن تفسيره فقط بالعجز التقني، بل يجب قراءته في سياق “اختراق أمني واستخباراتي كبير” داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية. فقد نجحت إسرائيل مرارًا في اغتيال علماء نوويين وقادة عسكريين داخل إيران دون رادع، بل وخرجت دائمًا بيد نظيفة.

 

فهل يوجد تنسيق سري؟ هل تمّ شلّ الدفاعات جوًا وإلكترونيًا قبل الضربة؟ وهل هناك “عين عمياء” داخل أجهزة القرار الإيراني تغض الطرف أو تعرقل الرد؟

 

مسرحية حرق الشرق الأوسط

 

أما التحليل الثالث، فهو ذاك الذي يرى أن ما يحدث ليس سوى فصل جديد من “مسرحية دولية طويلة” تهدف إلى “حرق الشرق الأوسط تدريجيًا واستنزاف أموال الخليج” من خلال تخويف الأنظمة وإجبارها على توقيع صفقات تسليح مليارية مع واشنطن ولندن وتل أبيب.

 

في هذا السيناريو، تلعب إيران دور العدو الضروري، بينما تلعب إسرائيل دور الشرطي، والخليج دور الزبون الدائم. كلما تصاعد التوتر، تدفقت الأموال من الرياض وأبوظبي والدوحة لشراء الحماية الغربية، بينما تبقى طهران داخل اللعبة، تهدّد ولا تضرب، تصرخ ولا تجرؤ.

 

ما بين الواقع والسيناريو

 

رغم كل التحليلات، تظل الحقيقة أن “ما جرى ضربة موجعة لإيران”، وكشف نقاط ضعف فادحة، سواء على المستوى الفني أو الأمني. ولكن حتى اللحظة، لم يصدر أي ردّ نوعي يُوازي حجم الضربة، ما يُبقي جميع السيناريوهات مفتوحة:

 

ربما إيران تحضّر لردّ نوعي ومؤجل .

ربما القيادة تخشى التصعيد الشامل .

وربما… كل ما يجري هو لعبة أكبر مما نتصور .

 

وختاماً

حين انكشفت أكذوبة الردع الإيراني .. هل إيران جزء من سيناريو إقليمي أكبر؟

ما بين “نمر كرتوني” و”دولة مخترقة” و”ضلع في مسرحية دولية”، تبقى إيران حائرة بين خطابها الثوري وواقعها الدفاعي. ولكن المؤكد أن ما بعد هذه الضربات لن يكون كما قبلها. فالمصداقية العسكرية والسياسية الإيرانية أصبحت على المحك… والعين الآن على الرد: هل يأتي، ومتى، وبأي شكل؟

حين انكشفت أكذوبة الردع الإيراني .. هل إيران جزء من سيناريو إقليمي أكبر؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى