المقالات

خوف التقوى والورع في الدنيا

جريده موطني

خوف التقوى والورع في الدنيا

بقلم/ محمـــد الدكـــروريخوف التقوى والورع في الدنيا

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله أسأل الله جل وعلا أن يقوي إيماننا، وأن يرفع درجاتنا، اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، فإن من مقتضيات الإيمان بالله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي له الملك وحده، وبيده الأمر وحده، وإليه يرجع الأمر كله، الخوف من ذي الجلال والإكرام، ودوام الرهبة منه سبحانه وتعالى، فيقول الله تعالي ” وخافون إن كنتم مؤمنين ” والخوف من الله يورث صاحبه متى كان خوفا معتدلا التقوى والورع في الدنيا، أما إذا تجاوز الخوف حد الاعتدال وقع صاحبه في القنوط حينئذ، والعياذ بالله، ويقول ابن القيم رحمه الله “القلب في سيره إلى الله عز وجل بمنزلة الطائر.

 

فالمحبة رأسه، والخوف والرجاء جناحاه، فمتى سلم الرأس والجناحان فالطائر جيد الطيران، ومتى قطع الرأس مات الطائر، ومتى فقد الجناحان فهو عرضة لكل صائد وكاسر” ولقد كان السلف إذا أظلهم البلاء، فإلى ذكر الله ملجؤهم، وإذا نزلت بهم النوازل فإليه مفزعهم، فهو رياض جنتهم التي فيها يتقلبون، ورؤوس أموال سعادتهم التي بها يتجرون، فإن الذكر يجعل القلب الحزين ضاحكا مسرورا، ويوصل الذاكر إلى المذكور أي إلى ربه عز وجل، والذكر عبودية القلب واللسان، وهي عبادة غير مؤقتة، بل يؤمر العبد بذكر معبوده ومحبوبه في كل حال قياما وقعودا وعلى جنبه، وقد ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله، إن للذكر فوائد كثيرة، فمن فوائده أنه يطرد الشيطان ويقمعه ويكسره، ويرضي الرحمن عز وجل.

 

ويزيل الغمّ والحزن، ويجلب للقلب الفرح والسرور والبسط، وأنه يقوى القلب والبدن، وينور الوجه والقلب، ويجلب الرزق، وأنه يكسو الذاكر الحلاوة والمهابة، ويورثه محبة الله، وأنه يكسب العبد مراقبة ربه، فيدخل في باب الإحسان، فيصبح يعبد الله كأنه يراه، وأنه سبب ذكر الله عز وجل لعبده الذاكر، كما قال تعالى “فاذكرونى أذكركم” وفي الحديث القدسي الذي أخرجه البخاري ومسلم “فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي، وإن ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خير منهم” وأنه يورث حياة للقلب، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله “الذكر للقلب كالماء للسمك، فكيف يكون حال السمك إذا فارق الماء” وأنه يورث جلاء القلب من صدئه، إذ كل شيء له صدأ، وصدأ القلب الغفلة والهوى.

 

وجلاؤه وصفاؤه الذكر والتوبة والاستغفار، وأن الذكر يحط الخطايا ويذهبها، فإنه من أعظم الحسنات، والله تعالى يقول فى سورة هود “إن الحسنات يذهبن السيئات” وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال “من قال في يوم وليلة سبحان الله وبحمده، مائة مرة، حُطت عنه خطاياه، وإن كانت مثل زبد البحر” ولا شك أن حضور حلق الذكر يؤدي إلى زيادة الإيمان، وذلك لعدة أسباب منها ما يحصل فيها من ذكر الله، ونزول الرحمة والسكينة، وحفّ الملائكة للذاكرين.خوف التقوى والورع في الدنيا

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار