خيوط الغرب في نسيج هويتنا
گتبت ا. رحاب هاشم
وقفة احتجاج في نقطة تغير بها المسار بين العين والغين
( عربي و غربي ) وتأثر غلبه التأثير في الأسلوب والطباع وتعزيز الحب بالقناعة والإعجاب لتلك الحالة التي تأثرت بها الثقافة العامة للعرب في الملابس والإيماءات واتيكيت تناول الطعام والكلام والإشارات والمشي وتفضيل الملابس ذات العلامات التجارية الأجنبية على المنتجات المحلية واستخدام كلمات أجنبية في الحديث اليومي لإظهار الثقافة
بل والاعتماد على نماذج تعليمية غربية في مناهج كثيرة مما ساهم في تقديم فكر غربي يهمش الثقافة العربية وتأثر بعض التشريعات العربية بالتشريعات الغربية وتقليد أساليب الحياة الغربية التي تغلغلت فيها القيم والمفاهيم المختلفة عن قيمنا الأصلية العربية دون مراعاة للقيم المحلية مثل الفردية على حساب المجتمع والمساكنة بين النساء والرجال الغير محارم والصداقة بين الرجل والمرأة الأجنبية عنه وزنا المحارم ….إلخ
والترويج للثقافة الغربية في الإعلانات التجارية والبرامج التليفزيونية والأغاني والأعمال الفنية واستخدام أسماء أجنبية للمحال التجارية و للمنتجات المحلية لجذب العملاء وتقليد أساليب الأكل الغربية على حساب الأطباق التقليدية وكتابة أسمائها في لائحة الطعام والشراب باللغة الأجنبية في المطاعم والمقاهي وتقليد الملابس الغربية في المناسبات الرسمية والاجتماعية على أنها موضة وكثير منها مايظهر العورات للرجال كالبنطال الساقط لإظهار الملابس الداخلية ولبس الذهب والحرير وهو محرم على الرجال والسلسلة والحلق ونهي الرسول صلوات الله عليه
عن القزع وهو حلق مواضع من شعر الرأس وترك بعضه المأخوذ من قزع السحاب أي تقطعه ورسم الوشم وتلك السيدات اللاتي خلعن الحجاب ولبسن ملابس الساقطات والعاهرات الكاسيات العاريات وغيرن في خلقتهمن بعمليات التجميل والنفخ ونسين اللعنة من الله في الواصلة والمستوصلة والناشمة والمستوشمة والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله واستخدام أسماء أجنبية للأطفال لإظهار التميز
إنه مفهوم يعكس الشعور بالنقص والانبهار تحت ما يسمى
( ب عقدة الخواجة )
الذي ظهر نتيجة الاستعمار والتوترات والصراعات والأوضاع السائدة سياسيا واقتصاديا وثقافيا والمصالح المشتركة وأهمها اعتماد الدول الغربية على الدول العربية بأنها مزودا أساسيا للنفط والغاز واعتماد الدول العربية على الدول الغربية في التكنولوجيا والاستثمارات الغربية وتوسيع مجال التنمية والطاقة المتجددة بينهما فتمكن الاحتكاك هذا الغرس في الأذهان العربية والمحلية
( الاستلاب الثقافي ) الذي فرض قيم ولغات وعادات أجنبية على الشعوب العربية للتركيز على ترسيخ هويتهم لدى الأفراد العربية لضعف الشعور بالانتماء والتقليد الأعمى دون وعي أو نقد وتمزق الفرد بين ثقافتين متناقضتين وعلى أن الهوية العربغربية نوع من أنواع التحضر فلا تنسوا تحذير رسولنا الكريم في تقليد الأمم السابقة في أمور تخالف تعاليم الإسلام أو تنطوي على الانحراف حينما قال ( لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ) فلابد هنا من دعوة للتأمل والتمسك بالهوية العربية والإسلامية وتمييز فخامتها في وقفة ومواجهة بحكمة وباحترام متبادل قال تعالى
( يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا ) من خلال تعزيز الحوار الثقافي للشباب والأجيال القادمة وتعليم مفهوم الاتيكيت الذي سبق الإسلام في وضع أسسه وآدابه في التعامل بين الناس بطريقة متحضرة واخلاقية وضحها الرسول والصحابة والتابعين وسير السابقين في المأكل والملبس والحركات وحسن المعاملة بين الرجل والمرأة وجميع الناس بصرف النظر عن دينهم أو جنسهم أو وضعهم الاجتماعي وتعزيز التعليم الثقافي عن الهوية المحلية لكل عربي والحفاظ على التراث والتقاليد بجانب الانفتاح على العالم وتعزيز الثقة بالثقافة العربية والعادات العربية والاهتمام بجماليات اللغة العربية ومكانتها
خيوط الغرب في نسيج هويتنا
وإبراز إيجابياتهما في المناهج الدراسية والتربوية من أدب وفنون وإنتاج أفلام ومسلسلات وثائقية وترفيهية تبرز العادات والتقاليد والموروث الثقافي العربي بطريقة جذابة واستخدام المنصات الرقمية لنشر المحتوى العربي على وسائل التواصل الاجتماعي والمنصات العالمية لتعريف الناس وجعل توازن بين الأصالة والانفتاح بوعي وانتقائية مع التركيز على التعلم بدلا من التقليد والتعزيز بجمال الثقافة العربية من خلال دمج مواد دراسية تعزز فهم الجيل الجديد للتراث العربي بشكل عصري ومؤثر من خلال المهرجانات الثقافية والكتابة والنشر والترويج السياحي مع التفاعل الثقافي العالمي ودمج التكنولوجيا في الترويج الثقافي بإحياء المواقع التاريخية والتجارب الثقافية وإنشاء تطبيقات تفاعلية عن طريق الذكاء الاصطناعي
تعرض الحكايات والأساطير العربية بطريقة تجذب الشباب وتنظيم فعاليات مبتكرة تعكس التراث العربي بأسلوب حديث مثل عروض الأزياء المستوحاة من الملابس التقليدية و دمج عروض التراث مع الموسيقى العربية والمحلية والتكنولوجيا لإنشاء تجربة فنية جديدة بطابع عربي ودعم الفنانين والمصممين الذين يدمجون بين الأصالة والابتكار في أعمالهم وتسليط الضوء على النجاحات العربية في مجالات الفنون والأدب والموسيقى والعلوم والترويج للأعمال الأدبية والشعرية العربية بذلك نقدم الثقافة العربية بطريقة تعكس روح العصر وتجذب الأجيال القادمة فيتم التفاعل معها مع الحفاظ على جوهرها وجمالها الأصيل
خيوط الغرب في نسيج هويتنا
قال تعالى
( وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) فدعونا نتعمق في جمال هويتنا العربية والإسلامية أكثر ونؤثر نحن في الآخر وبلغتنا العربية التي حفظت بالقرآن المعجزة الكبرى عبر العصور لأنهما الأقوى والأجمل والأكثر تميزا وانبهارا
فدع الهوية الغرب غربية
وكن عربيا مؤثرا أينما كنت