منوعات

دعوة للتسامح والسلام  

جريدة موطني

دعوة للتسامح والسلام

بقلم : عبادى عبدالباقى قناوى

أيام ويبدأ عام ٢٠٢٤ هيا نطلق على العام الجديد عام التسامح والسلام من أفضل المنن الربانية أن يصبح المرء داعيا للتسامح والسلام .

ولنبدأ من الآن بالعمل على ذلكل يصبح عام ٢٠٢٤ عام التسامح والسلام.

معنى التسامح :-

إن التسامح يعني الاحترام والقبول والتقدير للتنوع الثري للثقافات عالمنا و لأشكال التعبير و للصفات الإنسانية لدينا.

و يتعزز ها التسامح بالمعرفة والانفتاح والاتصال وحرية الفكر والضمير والمعتقد إنه الوئام في سياق الاختلاف.

وهو ليس واجبا أخلاقيا فحسب، و إنما هو واجب سياسي وقانوني أيضا.

والتسامح :-هو الفضيلة التي تيسر قيام السلام يسهم في إحلال ثقافة السلام محل ثقافة الحرب .

التسامح والقرآن الكريم :-

يقول الحق سبحانه وتعالى :-

(إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ )

ويقول الله تعالى :-

(الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

التسامح والسنة الشريفة :-

قد ورد عَنْ أَبي الدَّرْدَاءِ

رضي اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ:- قال رسول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلا أُخْبرُكُمْ بأَفْضَلَ مِنْ دَرَجَةِ الصِّيَامِ وَالصَّلاةِ وَالصَّدَقَةِ؟ قالوا :- بَلَى، قَالَ :-إصلاح ذَاتِ الْبَيْنِ، وَفَسَادُ ذَاتِ الْبَيْنِ الْحَالِقَةُ»،

(أخرجه أبو داود)

كيف نحق هذه الدعوة :-

إن هذه البداية هي خير ما نبدأ به هذه الدعوة إلى التسامح،هذه الدعوة التي سوف نحث من خلالها كل مسلم في هذا العالم على نبذ الحقد والكراهية والنزاعات بين البشر ، وعلى السعي إلى مسامحة الآخرين وحل الخلافات والنزاعات،

لأن المسلم سند أخيه المسلم ،

فلا يجوز أن تربط المسلمين فيما بينهم أخوة الدين و تبعدهم خلافات الحياة الدنيا التي لا تغني ولا تسمن من جوع ،

فعلينا جميعا أن ننبذ الخلافات ، وأن نسعى إلى تحقيق التسامح فيما بيننا مع بداية العام الجديد، لكي يتقبل الله منا كل عمل سوف نقوم به بإذنه في هذا العام

وإصلاح ذات البين ،

يقتضي في كثير من الأحيان تنازلا من المرء ،

مطاوعة منه لإخوانه ، مع سعة صدر وحسن ظن .

ولقد تنوعت ميادين الإصلاح في الشريعة الإسلامية السمحة،

من إصلاح النفس باطنا بالإيمان الصحيح،

والمعتقد السليم ،

وتقويم السلوك والخلق ظاهرا كما جاء في عنوان الرسالة النبوية وشعارها :-

(إِنَّمَا بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ) ، وقد راعت الشريعة إصلاح الفرد والمجتمع على حد سواء ،

إذ لا مجتمع للناس إلا بمجموع أفراده،

وإن صلاح المجتمع مبني على صلاح الفرد وتحمل الأمانة بأخوةٍ صادقةٍ لا يكدر صفوها شيءٌ، قائمةٍ على أساس المودة والرحمة والتناصح والتناصر.

هذا وقد اهتم الإسلام بالإصلاح اهتماما بالغا ،

وخاصة فيما يتعلق بِذات بين المسلمين،

فكان في حد ذاته مقصدا من مقاصده الكبرى،

و غايةً من غاياته المثلى،

جسد هذا الإصلاح النبي صلى الله عليه وسلم في واقع حياته ،

وبهديه القولي والعملي، مع الصحابة الكرام

فحرص كل الحرص على إيصال كل نفعٍ حسي ومعنوي لهم،

ودفع كل ضررٍ وأذى عنهم ، فنهاهم عن الاختلاف والتفرق والتشتت ، و أَمرهم بالبعد عن كلِ أسباب الخصومة والعداوة والبغضاء .

أثر التسامح والسلام على المجتمعات :-

أن التسامح أحد روافد تعزيز العلاقات الاجتماعية بين أفراد المجتمع،

وتثبيت الثقة المتبادلة بين الناس كقوة إنسانية فاعلة،

لها آثار نفسية تنمي الأفكار البناءة في النفس والمجتمع،

وتجزم على أهمية قيمة التسامح في رفع جودة حياة الإنسان . للتسامح آثار نفسية إيجابية عديدة تعود بالفائدة على الصحة النفسية للفرد والمجتمع ككل.

فالتسامح قيمة تساعد على الشعور بالسلام الداخلي،

وتعطي لأفراد المجتمع دفعة قوية للإحساس بالأمل وتجديد الشعور بالحب والخير .

فلقد أدرك علماء النفس حديثاً أهمية التسامح وصلته الوثيقة بالسعادة النفسية لأن المشاعر الايجابية حتما تولد حالة من السرور في المجتمع الذي هو نسيج اجتماعي من صنع الإنسان ،

وفي هذا النطاق نجد أن البحوث التجريبية و الوصفية ذات الصلة تؤكد وجود علاقة وثيقة بين الالتزام الأخلاقي وبين الصحة النفسية ؛

وأنهما يتناسبان تناسباً طردياً. ويعد التلاحم المجتمعي وتحقيق الانسجام بين أفراد المجتمع من آثار التسامح الإيجابية في المجتمع على المستوى النفسي؛

حيث تزيد في المجتمع نسبة المودة والاقبال على المساعدة؛

مما يخلق حالة التوافق و التعايش بين أفراد المجتمع كافة بدون استثناء بتعددهم الثقافي والديني .

ذلك لأن التسامح من مدلولاته إقرار بحق الآخر في الحياة وفي الوجود،

ولهذا الغرض اعتبر أهم وسيلة في توطيد العلاقات وترسيخ الثقة المتبادلة بين الناس .

اللهم ألف بين قلوبنا و بلغنا العام الجديد بسلام وأمان وحب ومودة

ورحمة.

عاما مليئا بالخيرات والبركات والانتصارات و النفحات و المنن الربانية .

دعوة للتسامح والسلام

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار