مقالات

دوافع فطرية تسهم في تربية الطفل

جريدة موطني

دوافع فطرية تسهم في تربية الطفل
بقلم / محمـــد الدكـــروري

دوافع فطرية تسهم في تربية الطفل

الحمد لله الذي كان بعباده خبيرا بصيرا، وتبارك الذي جعل في السماء بروجا وجعل فيها سراجا وقمرا منيرا، وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكورا، وتبارك الذي نزل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيرا، ثم أما بعد لقد أوصي الإسلام بتربية الأبناء تربية إسلامية حسنة، وإن من الدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل، هو اللعب ومنه يتعلم القدرة على التفكير والمهارات المختلفة، أما اللعب الجماعي فيشكل مدرسة يتعلم منها فن القيادة والطاعة والالتزام والمعايير السلوكية، كما يتدرب على أداء دوره المستقبلي، فالفتى يمثل الأب أو المدرس أو الطبيب أو غيرهم، والفتاة تمثل دور الأم أو أية مهنة تناسبها، ولكن يجب التوازن في اللعب الجماعي والفردي حتى يبعد الطفل عن الإنطواء، ويتعلم أسلوب التعامل مع الآخرين وإحتمال الأذى.

وكما أن من الدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل هو التقليد ويعد من وسائل تكوين العادات والآداب الإجتماعية، وذلك بوجود القدوة التي يقلدها الطفل، ويسهل تعليم الطفل الآداب الاجتماعية إذا كان المربي نفسه متحليا بهذه الآداب بشكل دائم، وإذا عود الطفل على الجرأة، ويبدأ التقليد عند الطفل في آخر السنة الأولى، ويكون تقليدا غير واع، ثم يصبح إقتداء يمتزج فيه الوعي بالإنتماء والمحاكاة والإعتزاز، ويمكن أن يكون علاجا للخوف إذا وجد المربي الشجاع، وإختلط بأقران لا يخافون، ويستفاد من التقليد في تناول الدواء والطعام وفي علاج الكسل وكثير من السلبيات، وكما أن من الدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل هو التنافس البناء حيث أنه يحرك في الطفل مشاعر وطاقات لا تظهر إلا بالتنافس، ويستطيع المربي أن يحول المنافسة إلى وسيلة تربوية.

إذا راعى فيها أن يكون الأطفال المتنافسون بينهم فروق يسيرة، وأن يعودهم على إحترام بعضهم وتهنئة الفائزين منهم، وليحذر من المقارنة التي تحط من قدر الطفل، أو أن يستخدمها كعقاب فيزرع المرارة في نفسه، وعند إستخدام المقارنة يجب أن تكون لتذكير الطفل من هو أفضل منه، وفي نفس الوقت تزرع الثقة بأن نقارنه بمن هو أدنى منه، وكل ذلك بإعتدال واتزان، وكما أن من الدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل هو التعاون حيث يميل الطفل إلى اللعب الجماعي في عامه الرابع، فيحسن بالوالدين إستغلال هذا الميل الفطري، وذلك في عدة أمور كالأكل الجماعي والتعاون على حمل الأغراض أو الترتيب، ويتعلم من خلال العمل الجماعي قيما عليا كالرحمة بالصغير، وتكليفه بما يناسبه من العمل، والجد والمسابقة للعمل، والإيثار والمحبة.

والتعاون له آثاره المشاهدة كسرعة إنجاز العمل وسهولته، ومن ذلك حمل الأواني وترتيب الألعاب والغرف ومساعدة الوالدين، وكما أن من الدوافع الفطرية تسهم في تربية الطفل هو التربية بالعقوبة، حيث أن التربية بالعقوبة أمر طبيعي بالنسبة للبشر عامة والطفل خاصة، فلا ينبغي أن نستنكر من باب التظاهر بالعطف على الطفل ولا من باب التظاهر بالعلم، فالتجربة العلمية ذاتها تقول إن الأجيال التي نشأت في ظل تحريم العقوبة ونبذ إستخدامها أجيال مائعة لا تصلح لجديات الحياة ومهامها، والتجربة أولى بالإتباع من النظريات اللامعة، والعطف الحقيقي على الطفولة هو الذي يرعى صالحها في مستقبلها، لا الذي يدمر كيانها ويفسد مستقبلها، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة، ونفعنا بهما بمحض الفضل والمنة، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.

دوافع فطرية تسهم في تربية الطفل

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى