اخبار

ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي منارة القيم والعلم ومكارم الاخلاق

ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي منارة القيم والعلم ومكارم الاخلاق

بقلم اللواء / محمد فريح الحارثي :جدة:-

 

في قلب جدة، المدينة التي تمزج بين عراقة التاريخ وحداثة الحاضر، لا تزال بعض الأماكن تحتفظ ببريقها الخاص كواحات للعلم والأخلاق والعطاء. هنا، تبرز ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي كصرح شامخ، ليس مجرد مجلس يلتقي فيه الناس، بل مدرسة حقيقية ترسّخ أسس الوعي، وتعزز قيم الولاء والانتماء، وتجسد أسمى معاني الإنسانية. إنها مساحة فريدة حيث تذوب الفوارق، وتتعانق الأجيال، وتُصقل العقول على مبادئ الفضيلة والعطاء.

تكتسب هذه الديوانية أهميتها من استضافتها الدائمة لصفوة المجتمع وقممه. ففي كل يوم جمعة، تتحول الديوانية إلى منبر ثقافي ومعرفي يستقبل رجال الدين الأجلاء من هيئة كبار العلماء، الذين يثرون الحضور بعلمهم الغزير وتوجيهاتهم السديدة. كما تحتضن قامات العلم والأدب والفكر والطب والفنون، ليقدموا عصارة أفكارهم وخبراتهم في محاضرات أسبوعية تنير العقول وتفتح آفاقًا جديدة للمعرفة. هذه الاستضافات المتنوعة تحول الديوانية إلى نبع لا ينضب من العلوم والمعارف، ينهل منه الحاضرون ألوانًا شتى من الفوائد التي تعود بالنفع على الفرد والمجتمع على حدٍ سواء.

وفي مشهد يبعث على الفخر والاعتزاز، يتجسد الإرث الطيب للشيخ عبدالمحسن الراجحي من خلال أبنائه وأحفاده الكرام. إنهم يمثلون قدوة حسنة للأجيال الشابة، فمن خلال مشاركاتهم الدينية والأدبية الفاعلة، يقدمون نموذجًا عمليًا للتمسك بالقيم والأخلاق الفاضلة في عصر طغت عليه الماديات والمغريات. حضورهم وتفاعلهم الدائم يؤكد على استمرارية الرسالة النبيلة، ويبرهن على أهمية غرس القيم الأصيلة في نفوس الأبناء، لتبقى الديوانية منارة متجددة تُعلي شأن الأخلاق والعلم.

لعل أبرز ما يميز هذه الديوانية هي الأجواء الإنسانية الفريدة التي تسودها. ففي هذا المجلس المبارك، يلتقي الجميع على حدٍ سواء المواطنون والمقيمون، ضيوف المملكة الزائرون، والأثرياء والأغنياء جنبًا إلى جنب مع الفقراء والمحتاجين. إنه مشهد يمحو الفوارق الطبقية ويعزز الشعور العميق بالتكاتف والوحدة. هنا، تتجلى معاني الإنسانية في أصدق صورها، حيث يسود الاحترام المتبادل والتآخي الصادق، دون أدنى اعتبار للمكانة الاجتماعية أو الاقتصادية.

ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي منارة القيم والعلم ومكارم الاخلاق

ولا يقتصر دور الديوانية على ذلك، بل تتجاوز رسالتها لتشمل العطاء والاحتفاء بالقيم الإنسانية النبيلة. ففي لفتة كريمة تجسد روح الإسلام السمحة، تستضيف الديوانية مراسم إشهار إسلام بعض المسلمين الجدد، مقدمةً لهم الدعم المعنوي والاحتفاء، بالإضافة إلى تقديم المكافآت المادية لمساعدتهم على بدء حياتهم الجديدة، وهو ما يؤكد على دورها الريادي في تعزيز التلاحم المجتمعي ورعاية كل من يلجأ إليها.

ويكتمل هذا المشهد الإنساني النبيل بالتواضع الجم الذي يتحلى به الشيخ عبدالمحسن وأبناؤه الكرام. فهم يستقبلون جميع الضيوف بترحيب حار وتقدير بالغ، متفانين في خدمة الجميع. هذا التواضع الرفيع يعكس أصالة المعدن وكرم الأخلاق، ويجعل من الديوانية صرحًا شامخًا لمكارم الأخلاق وأصالة الرجال.

ختامًا:

إن ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي، بهذا النهج القويم والرؤية السديدة، تترك بصمة واضحة في تعزيز الوعي المجتمعي، وتنمية الحس الإنساني، وترسيخ القيم الوطنية النبيلة في نفوس الأجيال. إنها بحق منارة تضيء دروب الخير والعطاء، ومدرسة تربي على الفضيلة والتواضع، وقيمة مضافة لمجتمعنا السعودي الأصيل، تساهم بفاعلية في بناء جيل واعٍ ومترابط يزهو بقيمه ومبادئه.

ديوانية الشيخ عبدالمحسن الراجحي منارة القيم والعلم ومكارم الاخلاق

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى