قصة

راع الأم و الزوجة

جريدة موطنى

راع الام والزوجة 

بقلم محمود سعيد 

مدحت شاب في الثلاثين من عمره ، يدير شركة ورثها عن أبيه، وهو من اسرة ثرية، ليس له أخوات، ويسكن مع أمه في قصرهم، والقصر به خدم، وهو قرة عين أمه جداا،   

   وكانت أمه تحلم بأن إبنها يتزوج بنت شقيقتها هدي ، ولكنه كان يرفض، وهدي كانت تعيش معهم بعد وفاة أبويها في حادث. 

وشعر سمير بأللام في بطنه وذهب إلي المستشفي ، ودخل غرفة العمليات لإجراء عملية، ونجحت العملية، وأثناء تواجدة في المستشفي بعد العملية، كانت تتابعه ممرضه، اسمها عبير، وعبير فتاة يتيمة الابوين وكانت تسكن في إحدي الملاجئ، وكانت تعمل ضمن فريق تمريض في المستشفي، وكان يراعيها الطبيب مدير المستشفى وكان يعاملها مثل إبنته والطبيب كان صديق لوالد مدحت، وأعجب بها مدحت وأيضا بهدوئها.  

وعاد مدحت إلي بيته وهو يفكر فيها، وعندما يجلس مع أمه كان يفكر فيها، حتي لاحظت أمه، بكثرة سكوته، وفي يوم قالت له أمه. يابني منذ فترة وأنا الاحظ عليك سكوتك، ولا تتكلم كاعادتك ،   

قال مدحت لا يا امي لا تقلقي 

قالت الام يا مدحت انا أنا أمك وأفهمك حتي وانت ساكت.  

قال مدحت صراحا يا أمي أفكر في الزواج.  

فرحت الأم كثيرا وقالت لقد انتظرت هذه الكلمه منك كثيرا يا ولدي، سوف اكلم خالتك الان سوف تفرح جداا والله لم تري مثل ابنة خالتك، سكت مدحت دقيقة وقال مدحت يأمي هدي ابنة خالتي مثل أختي ولم اشعر يوما بأنها ستكون زوجة لي، نظرت إليه أمه وقالت في غضب ومن هي ياتري التي تتمني بأنها تكون زوجتك.  

فقال مدحت تلك الفتاة التي كانت تمرضني في المستشفي .  

فغضبت الام وقالت ماذا أحسبك تقول أخترت أبنة وزير أو من عائلة عريقه مثل عائلتنا أجننت يا مدحت.  

فحزن مدحت كثيرا، ولكنه لم ييأس وذهب الي عبير وفاتحه في الامر وعلم بأنها تبادله نفس الاحساس، فقال مدحت اذن نتزوج سرا فرفضت وبشدة، وقالت لااتزوجك ابدا طالما أمك رافضه، وعلم الدكتور صديق والدة ومدير المستشفي،  

وارسل لمدحت وقال له ابتعد عن عبير يامدحت فأنها فتاة مسكينة جداا  

قال مدحت ولكني احبها وهي ايضاً تبادليّ نفس الاحساس  

قال الطبيب وما العمل اذن .  

قال مدحت اتزوجها سرا وانت تشهد علي عقد الزواج بدون علم أحد 

قال الطبيب بفعلتك هذه تظلم عبير ومن حقها بأن تفخر بزواجها اذهب يابني ولا تغضب أمك وتزوج قريبتك،  

فذهب مدحت وهو حزين الي بيته وقرر بعدم الزواج، لكن أمه ألحت عليه الزواج من إبنة خالته

جلس يفكر مدحت حتي ذهب ليصلي في مسجد كان قريبا منه وجلس مع إمام المسجد وسئله عن رأيه في مشكلته  

فقال له. اسمع يابني.   

لا شك أن الوالدين هما أحق الناس بالبر والطاعة والإحسان والمعاملة الحسنة ، وقد قرن الله سبحانه الأمر بالإحسان إليهما بعبادته حيث قال : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) الإسراء/23 .

وطاعة الوالدين واجبة على الولد فيما فيه نفعهما ولا ضرر فيه على الولد ، أما ما لا منفعة لهما فيه ، أو ما فيه مضرة على الولد فإنه لا يجب عليه طاعتهما حينئذ .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : ” يلزم الإنسان طاعة والديه في غير المعصية ، وإن كانا فاسقين … وهذا فيما فيه منفعة لهما ، ولا ضرر عليه ” اهـ . 

فخرج مدحت وهو يفكر وعندما عاد الي بيته قال لامه أنا موافق ياأمي علي الزواج من ابنة اختك، فنظرت إليه متعجبه وتقول له ماذا تقول ، قال لها ما سمعتيه مني  

وعلمت إبنة خالته وفرحت جدااا ، وتم الزواج 

ولكن قلب مدحت مع عبير تلك الممرضه الفقيره المسكينه 

 وبعد الزواج إكتشف مدحت بأن إبنة خالتة تغار جداا ويصل الامر الي الشجار ، لكنه لم يشتكي مدحت منها أملا بأنها بالتغيير ، ولاحظت أمه تصرفات إبنة أختها، بعد الزواج كانت تغار عليه لدرجة الشجار بينهم وحاولت نصحها يابنيتي زوجك يخاف الله ولا ينظر الي النساء ،  

وحاولت التحدث مع إبنها وقالت اصبر عليها يابني عندما يرزقكم الله بمولود سوف تتغير، فلم ينطق مدحت بكلمة سوي إن شاءلله ،   

وخرج مدحت من البيت وهو يتمشي بأحدي الشوارع فوجد نفسه أمام المستشفي التي تعمل بها عبير، فوقف أمام المستشفي فرأه مدير المستشفي الدكتور بهير، فناداه  

فذهب إليه مدحت وسلم عليه.  

قال الطبيب بهير طمنا عليك كيف حالك وحال زوجتك وأمك 

فحكي له حالة، فقال له إصبر يا بني إن مع العسر يسرا ودع الامر لله وبطاعتك لامك سوف تجد خيرا كثيراً.  

فقال له ممكن اقابل عبير، فقال له الطبيب بهير لا ولدي انصحك ان تنساها،  

ولكن مدحت لم ييأس ظل منتظرا حتي خرجت من المستشفي متجهه نحو دار الايتام التي تعيش فيه وهو قريب من المستشفي، فأوقها مدحت وقال لها عبير أريد اتحدث معك فقالت عبير ارجوك دعني وشأني، انا لست فتاة سيئة السمعه ، فقال اريد فقط التحدث معك ارجوك،  

فقالت تفضل ماذا تريد  

قال اشعر بانني سجين  

قالت له لماذا  

قال لست سعيد في حياتي  

فقالت اصبر ما صبرك الا بالله واعتبرني اختك. وأعلم لو أشاء الله بأن نتزوج فأعلم لن يقف أحد امامنا أما اذا لم يشأ الله فهذا قدر ولا نخسر بعض ونكون أخوات، فسكت وقال يفعل الله ما يريد، ولكن لم ينقطع إتصالاتهم ببعض،  

وحملت زوجته وكانت تغار عليه وبشده ودائما متعصبه، وهو يعاملها بكل هدوء وحب ويصبر لعل الله يهديها،  

ووضعت زوجته طفلتها لكن كانت حال زوجته الصحيه حرجه جداا ونقلت للعناية المركزة لكن لم تمكث كثيرا في المستشفي حتي فارقت الحياة والمفاجاءه بان من كان يراعيها في المستشفي هي عبير، وحزنت كثرا علي موت زوجته. وتيتم إبنته   

وحزن عليها زوجها جدا وسمي إبنته علي إسم زوجته وفاء لها، وكانت عبير تردد عليهم كثيرا للاطمئنان علي الطفلة لانها شعرت مثلها باليتم، وكانت تأتي في مواعيد عمل مدحت حتي لا يراها وكانت تأتي بحجة تطعيم ومراعاة الصغيرة، لكن أم مدحت أعجبت بحنانها علي حفيدتها ولم تعلم بأنها نفس الفتاة التي رفضتها من قبل، وكانت تتحدث معها وعلمت كل شئ عنها وعلمت بأنها يتيمه ونشأت في ملجئ يراعي الايتام .

راع الأم و الزوجة

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار