رجال البترول وابتلاءات وجع لا يراه إلا الله
بقلم ـ أحمد طه عبد الشافى
وراء كل تعب شرف ووراء كل دمعة فخر جنود مجهولين يواجهون قسوة الطبيعة ليخرجوا ثروات الأرض إلى النور لكن ما لا يراه الناس أن هؤلاء الرجال يواجهون قسوة أشد من رمال الصحراء وحرارتها قسوة تأتيهم من قلوب مريضة تنظر إليهم بعين الحسد وتنسى أن كل نجاح وراءه عرق وتعب ودموع قاسية
عندما يحمل رجل البترول حقيبته ويغادر بيته ويترك أطفاله لأسابيع وربما شهور لا يودع سوى جدران باردة وأحلام مؤجلة يعود أحيانا بجسد منهك وروح أثقلتها الوحدة والغربة والبعد عن الأهل فيجد من يهمس من خلفة محظوظون رجال البترول رواتبهم عالية حياتهم رفاهية لا أحد يسأل عن الليالي التي قضاها بين أنين الآلات وهدير المحركات ولا عن وجع الغربة الذي يفتك بالقلب بصمت
رجال البترول الابتلاءات لا تأتيهم فقط من تعب المهنة بل من قلوب لا ترحم وعيون لا تنظر اللي في الحقد والغل من همسات الحسد التي تصيب أرزاقهم ومن نظرات تجرحهم أكثر مما تجرحهم معداتهم الحادة الثقيلة كم من رجل يعمل في البترول عاد من موقع العمل بحادث أو مرض فلم يجد سوى كلمات الشماتة أو الحسد بدل الدعاء والرحمة
أبطال البترول اعتادوا أن يبتسموا دائما في وجه الألم وأن يخفوا جراحهم عن عيون الناس لكن في داخلهم قلوب تبكي بصمت لا يعرف مداها اللي الله إنهم يعرفون أن طريق الرزق محفوف بالامتحانات الصعبة وأن الله إذا أحب عبدا ابتلاه لكنهم يتمنون فقط أن يجدوا من يقدر تعبهم والبعد عن الأهل والاحباب لا من يحسدهم على ما يظنه نعيما. وهو في الحقيقة امتحان ثقيل علي القلوب
يا من تنظرون إلى رجال البترول بعين الحسد والحقد تذكروا أن وراء كل راتب عرقا ودموعا وغيابا عن الأهل والاحباب وأنين لا يعرفه اللي الله وأن الابتلاءات التي يواجهونها قد تكسركم لو حملتموها ليوم واحد. تذكروا دائما أن الرزق بيد الله وحدة وأن الحسد نار تأكل البركة قبل أن تأكل صاحبها القلب ينذف دما ويبقى رجال البترول واقفين كما تبقى الآبار مشتعلة لا تنطفئ لكن القلوب التي تصلى بنار الحسد هي وحدها التي تخمد وتبرد
تحياتي وتقديري لجميع العاملين بقطاع البترول الذين يبذلون الجهد ويواصلون العمل ليلًا ونهارا لضمان استمرار عجلة الإنتاج ودعم الاقتصاد الوطنى
رجال البترول وابتلاءات وجع لا يراه إلا الله
