- رحيل ملهم الاجيال المهندس عادل شعبان عبقري البرمجيات
كتب احمد الغمري
لقد كان يعلم ان وفاته ستكون حتما قريبة ولكنه اصر على النجاح والتفوق فلقد توفي العبقري المصري المهندس عادل شعبان مهندس البرمجيات بشركة امازون في هولندا بعد عمر قصير.
فلقد جسد كل معانى العزم والصمود والطموح فى إن واحد بعد إصابته بالشلل الدماغي وهو صغير وإصابته بالسرطان منذ سنوات قصيرة وبالامس رحل بسلام عن عالمنا بعدما ملأ علمه وابتكاراته الدنيا باسرها.
لقد رحل المهندس عادل شعبان، مهندس البرمجيات المصري الذي يعمل بشركة أمازون العالمية. بعد رحلة صعبة بدأت من يوم ولادته فقد ولد بشلل دماغي بسببه لم يستطع المشي من غير ما يسند، علي غيره وايضا الرعشة اللي كانت مسيطرة علي كل جسمه طول الوقت.
لما تقرأ أو تسمع حكاية المهندس عادل شعبان. ستجد في قصته عبرة وحكمة تحتاج إلى تأمل وأنت طول الوقت ستقل سبحان الله والحمد لله على نعمه فقد كان والده مهندس ورغم ذلك لم يشأ ان يلحقه يكلية الهندسة لخوفه من ظروفه التي ستكون عائق له في أن يتحرك كتيرا ويمارس المهنة بشكل يمثل عبء علي الاخرين ولكن حلمه الأكبر كان الكمبيوتر هذا العالم المليء بالبرمجة والتكنولوجيا.
ومن اجل تحقيق حلمه قام بمذاكرة 14 ساعة يوميا واستطاع عادل رغم ظروفه از يحصل على 97% في الثانوية العامة ودخل كلية حاسبات ومعلومات جامعة عين شمس ولكن حلم عادل ام بتوقف عند هذه النقطة لكنها كانت البداية فبعدما تخرج عمل أكتر من 20 انترفيو في 20 شركة مختلفة وللاسف لم ترسل له اي شركة أي استجابة.
ومن الحاجات التي أثرت في «عادل» كما ذكرت جريدة “الوطن ” هي فكرة إنك تكون شاطر فنيا وتترفض من اجل ظروف صحية أنت ليس لك يد فيها.
وهذا طبعا كان كفيل ان يدمر أي إنسان نفسيا .لكن بالنسبة لعادل كانت سبب يجعله يكمل سعي وهو عنده يقين بالله أن أكيد ربنا لن يخذله، وهذا فعلا الذي تم مع عادل لما عمل انترفيو في شركة «IT» كبيرة ونجح وتفوق في اختباراتها ولكن الـ «HR» لم بوافق ورفض حتى يكمل معاه الانترفيو بسبب ظروفه الخاصة ولكن سبحان الله لما عرف المسئول عن العمل هذا تدخل وتعهد أنه مسؤول مسؤولية كاملة عن قرار تعيين عادل شعبان وكان مؤمن به جدا ومؤمن أنه يستحق أن يكون له فرصة مثل أي إنسان ناجح.
تدرج عادل في العمل وفي أماكن تانية، واستطاع خلال رحلته العملية ان يكتسب خبرات كبيرة ساهمت في إنه يلتحق بأهم شركة برمجيات في العالم «أمازون» وفي وسط هدفه وحلمه الحب كان ليه نصيب من حياة عادل لما الصدفة جمعته بزوجته «سارة» اللي كان لها ظروف مشابهة. فقد احبها حب كبير وقال إنها «اصبحت صديقتي وتوأم روحي، وعمر ما ظروفنا قدرت تمنعنا اننا نستمتع بحياتنا ولكن لم يدم الزواج الا اربع سنين فقط هي عمر زواج عادل وسارة ففي الوقت الذي اتنقل فيه عادل لشركة «ITWorks » سارة حملت و استطاعت مع الحمل أنها تاخد درجة الدكتوراة ولكن جسمها لم يتحمل حجم الجنين، و بعد غيبوبة ست ساعات توفت سارة و معاها بنته، وده كان أعظم ابتلاء فى حياة عادل زي ما وصفه
وبمساعدة أهل سارة استطاع ان يكمل عادل حلمه. ووصل إلى أنه يكون مهندس برمجيات داخل شركة أمازون. وهي الأكبر من نوعها في مجال البرمجيات..
العبرة من هذه القصة كلمة الظروف هي الشماعة اللي بنعلق عليها الفشل فلعل أكتر شيء ممكن ان يعيق الإنسان عن فعل شيء هي الإعاقة ومع ذلك كتير من ذوي الهمم أصبحوا أبطال، والإعاقة كانت لهم حافز للنجاح والوصول لقمة النجاح ليأكدوا إن الإعاقة هي إعاقة الإرادة وليست أي شيء اخر.
ففر يوم 9 مارس الماضي كتب المهندس عادل على صفحته بوست قال فيه «نفسي بعد نهاية رحلتي في الدنيا أجد من يفتكرني بالخير ويدعي لي بالرحمة، ولما سيرتي تيجي أجد الناس تذكر المحاسن اللي عملتها ويترحموا عليا، وهذا أحسن شيء مُمكن يعملوه من اجلي وربنا يحسن خاتمتنا جميعا ويحنن قلوب الناس علينا. ويكثروا من دعائهم بعد وفاتنا».
فقدنا ملهم لأجيال رحل جسده وبقي عمله.. ربنا يرحم المهندس عادل شعبان فقد كان المثل الأعلي لكل طموح.