رسالة متاخرة الى المراة في عيدها
كتب / جاسم العبيدي
في كل الوجوه , وعلى مدى الأيام سيتحول الزمن الى اطر خالية من الصدق , زمن العهر والفجيعة والبكاء على الاطلال ,زمن القهر والعبث والانهيار ورفض الحقائق .
وانت ايتها المراة ستغيب في ضواحي جسدك حرية البوح والاختيار
وكما تتراقص الكلمات في جوفي أراك تحملين عبئا ارثيا توالد من رحم هذه الأرض
انه الظلم والقهر الذي نحس به جميعا نحوك
الانتهاك الصارخ لحقك في الحياة والحرية
تتقطر من عينيك دموع الصبر وأنت تمرين في خاطري سحابة ممطرة نعبر كلانا مصيرا مجهولا بأقدام حافية على جمر يتوهج
همومك تملا الدنيا, وهذا العبء الثقيل الذي أورثوك إياه
ارادوك ان تبتلعي لسانك غصبا عنك , ولم يحن الوقت بعد لتسديد آخر فاتورة من فواتير الخوف والرعب فما زال هناك من يسد عليك منافذ الحياة بقسوة ولؤم
هموم متوالية متناثرة على أكتافك المتعبة وأنت تحملين عن مجتمعك بؤسه ومصائبه , همومه واحزانه .
الزمن الذي اشهر سلاحه بوجهك في يوم مضى أيتها الآلهة هو نفسه الذي يشهر اليوم سلاحا ذو حدين بوجه من يحاول ان يستفيق معك على شيء اسمه الحرية
أقدام عارية وأكتاف حملت أسى وحزن الأعوام تتحملينه أنت لوحدك دونما معين .
لكن صبرك لم ولن ينفد لأنك أول من أعطى وضحى وأحب
أول من ُظلم واستبيح حقه منذ ولادته ولما يزل لصيق البؤس والمرارة
هذه الصورة – رغم من يزعم – ان المرأة تتمتع بحقوقها كاملة تبعث فينا الأسى والألم لأننا ما زلنا نرى المرأة النصف تقبع في زوايا الحريم دون رأي ينفع أو كلام يمكن له ان ُيسمع .
المرأة ما زالت تعيش في عصر – حريم الوالي العثماني – لا بل أكثر من ذلك حينما نريد ان نعرف عنها أي شيء لا يمكننا ان نعرف عنها بعض شيء.
المرأة ما زالت تبيعة الرجل بقيود مؤلمة , تتبعه في كل الطقوس وفي كل المناسبات , تسير خلفه الهوينا مكبلة بقيود العباءة والبرقع
الرجل أولا ومن ثم ( تكرم حرمتي ) الكلمة التي ما زال يرددها أنصاف بل أشباه الرجال وتلوكها ألسنتهم رغما عنهم
ما نريده هو ان نزرع الأمل في نفوس أناس بدؤوا ربما بلم شتات المرأة
نحن من لا نريد أن تستعبد المرأة ويسلب حقها ,
ونحن من يريد للمرأة ان تخرج من قمقمها لتعيد حضارتها هي لا حضارة الآخرين , حضارة زنوبيا والخنساء وشبعاد والخنساء وغيرهن من النساء اللواتي أقحمن أنفسهن في أتون التاريخ .
نريد ان تكسب المراة حريتها بلا منازع ان تكتب تاريخها بالحفر على الصخر
لا ان تجهض تجربتها باراء ومقترحات وزيرة متخلفة او برلمانية مبرقعة دخلت ميدان السياسة فاقحمت نفسها فيما لا تعرفه .
وسيعلّمنا التاريخ أن المراة قادرة على تحويل الوهم إلى حقيقة رغم كل الظروف القاهرة