الدكروري يكتب عن رسول الله والشرائع المستقيمة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين الذي لا يحمد علي مكروه سواه فإن الحمد لله كلمة من أحسنِ الكلمات التي يعمر بها الجنان، وينطق بها اللسان، وتسمعها الأُذنان، وتخطها للحق البنان، فما أحسنها من كلمة، وما ألذها من عبارة، وما أرقاها من عبادة، وما أطيبها من لفظة وهي تخرج من بين شفاه القلوب قبل شفاه الأسنان، فالحمد لله من أعظم ما مدح الله عزوجل به نفسه، فقال سبحانه وتعالي كما جاء في سورة القصص ” وهو الله لا إله إلا هو له الحمد في الأولي والآخرة وله الحكم وإليه ترجعون ” والحمد لله هي أول الكلام ونهايته، وأول الخلق وخاتمته، حيث قال تعالي قي سورة الزمر ” وقضي بينهم بالحق وقيل الحمد لله رب العالمين” فإن الله عز وجل بعث رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم بالهدى ودين الحق، والهدى.
وهو الخبر الصادق والعلم النافع، ودين الحق هو الشرائع والأحكام التي جاء بها رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال الله تعالى فى سورة الصف ” هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون” والله سبحانه وتعالى أرسله إلى الجن والإنس والعرب والعجم والذكور والإناث، أرسله جل وعلا رحمة للعالمين جميعا وإماما للمتقين، أرسله عليه الصلاة والسلام يعلم الناس دينهم، ويفقههم في دينهم، ويوضح لهم أسباب النجاة، ويحذرهم من أسباب الهلاك بعثه بدين الإسلام، حيث قال تعالى ” إن الدين عند الله الإسلام” فبعثة سبحانه وتعالى بالهدى ودين الحق بالأخبار الصادقة والعلوم النافعة والشرائع المستقيمة والأحكام العادلة، بعثه يدعوا إلى كل خير وينهى عن كل شر.
بعثه يدعو إلى مكارم الأخلاق ومحاسن الأعمال، وينهى عن سفاسف الأخلاق وسيئ الأعمال، ويقول أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، كان إذا نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم الوحي، يسمع عند وجهه كدوي النحل، فلبثنا ساعة، فاستقبل القبلة يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقال “اللهم زدنا ولا تنقصنا، وأكرمنا ولا تهنا، وأعطنا ولا تحرمنا، وآثرنا ولا تؤثر علينا، وارضى عنا وأرضنا” ثم قال ” لقد أنزل عليّ عشر آيات مَن أقامهن دخل الجنة” ثم قرأ قول الحق سبحانه وتعالى ” قد أفلح المؤمنون” إلى عشر آيات، فيالسعادة من أقامهن فحظي بكرامة الله في دار الكرامة والنعيم، ويالشقاء من أعرض عن هديها فباء بالخيبة يوم يفوز المفلحون، ولقد نعت الله سبحانه وتعالى الصحابة الكرام رضي الله عنهم بخلق الرحمة.
فقال فى سورة الفتح ” محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم ” وإن من أجلّ نعم الله أن يجعلك من المرحومين، فقال تعالى فى سورة آل عمران ” لمغفرة من الله ورحمة خير مما يجمعون” وممن ينال رحمة الله تعالى الذين امتلأت قلوبهم بالرحمة للناس، فقد ثبت عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال “ارحموا ترحموا، واغفروا يغفر لكم” رواه أحمد، والجزاء من جنس العمل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم” الراحمون يرحمهم الرحمن، ارحموا أهل الأرض يرحمكم من فى السماء” رواه أبو داود والترمذى، ” ومن لا يرحم لا يرحم”.
رسول الله والشرائع المستقيمة