المقالات

 رسول الله ولذة العبادة

جريده موطني

 رسول الله ولذة العبادة

بقلم / محمـــد الدكـــروري رسول الله ولذة العبادة

لقد كان رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، يجد لذة العبادة والأنس والراحة وقرة العين بمناجاة الله سبحانه وتعالى ولهذا قال صلى الله عليه وسلم، يا بلال أرحنا بالصلاة” وقال صلى الله عليه وسلم ” وجعلت قرة عيني في الصلاة ” ومع هذه الأعمال المباركة العظيمة فقد كان صلى الله عليه وسلم، يقول ” خذوا من الأعمال ما تطيقون فإن الله لا يملّ حتى تملوا، وأحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه وإن قل” فهؤلاء هم صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، الذين صحبوه ونصروه ووقفوا بجواره فى نشر الدعوة الإسلامية وساروا معه على طريق الحق، وكان النبى صلى الله عليه وسلم، يحبهم ويفضلهم ويصلح بينهم ويمشى فى قضاء حوائجهم، فقد روي لنا عن ذلك سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه.

فقال ” أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بنى عمرو بن عوف ليصلح بينهم ” رواه البخارى، وقد أوصى النبى صلى الله عليه وسلم أصحابه بالرفق على الضعيف فقال ” ابغونى الضعفاء فإنما ترزقون وتنصرون بضعفائكم” رواه أبو داود، وعن النعمان بن بشسر رضي الله عنه قَال، قَال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” مثل المؤمنين فى توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه البخاري، وإن كثيرا من المسلمين قد ارتدوا عن دين الله، ووالوا أعداء الله، وعقدوا معهم الأحلاف، وأطاعوهم في الحلال والحرام، واستوردت القوانين لبلاد المسلمين، يحكمون فيها كفرا وردة عن دين الله، بسبب عدم موالاة الله تعالي.

وولاية الله عز وجل جاءت في القرآن في آيات عديدة فيقول تعالي في سورة الأعراف ” إن وليي الله الذي نزل الكتاب وهو يتولي الصالحين ” ويقول تعالي في سورة البقرة ” الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات غلي النور” وإن ولاية الله لها مقتضيات، فمن مقتضياتها هو اتخاذ الله عز وجل حكما، فيقول تعالي في سورة الأنعام ” أفغير الله أبتغي حكما ” فإنه لا يمكن أن أتخذ غير الله تعالي حكما يحكم في الأمور، كما قال تعالي في سورة يوسف ” إن الحكم إلا لله أمر ألا تعبدوا إلا إياه ” فلمن الحكم؟ لله رب العالمين والذين يتحاكمون إلى غير الله ذمهم الله في القرآن ذما شديدا، ووصفهم بأنهم يريدون أن يتحاكموا إلى الطاغوت وقد أمروا أن يكفروا به، فمن الذي يحلل؟ ومن الذي يحرم؟ من الذي له هذا الحق؟

كيف كفر اليهود والنصارى؟ أليس لأنهم اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله، يطيعونهم في الحلال والحرام، ولذلك كان التحاكم إلى شريعة غير الله من الكفر الصريح البواح، والذي يعتقد أن شرع غير الله أفضل من شرع الله فهو كافر، والذي يعتقد أن شرع الله مساوي لشرع غير الله وهو يأخذ بشرع الله فهو كافر، حتى لو حكم شرع الله، ما دام يعتقد أن شرع غيره أفضل، أو أن شرع غيره مثل شرع الله وهو يحكم بشرع الله، فهو كافر، ومن اعتقد بأن شرع الله أفضل من شرع غيره لكن يجوز الأخذ بالأمرين فهو كافر، وهذه المسائل الخطيرة من مسائل الاعتقاد قد أصبحت اليوم نسيا منسيا عند كثير من المسلمين إلا ما رحم الله من عبادة  رسول الله ولذة العبادة.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار