رعاية رسول الله بالأسرة والإهتمام بها
هذا هو المصطفي العدنان سيد ولد آدم ولا فخر، وحامل لواء الحمد يوم القيامة ولا فخر، وأول من تنشق عنه الأرض ولا فخر، فإن ميلاد رسول الله محمد صلي الله عليه وسلم هو ميلاد النور والهداية والرشاد، وهو عيدا رسميا واجب على الأممhttps://mawtany.com/?p=189290&preview=true جمعاء لا الأمة الإسلامية العربية فحسب، فتظهر فيه الأمم الفرح والسرور وتنشر فيه الفضائل والمبرات وتكثر الإحسان لجميع الفقراء وتسميه عيد إنقاذ الإنسانية، أو عيد إحياء الفضيلة، أو تحرير الشعوب من الرق، لأنه في الحقيقة التي لا تقبل النقض بحال أن صاحب هذا اليوم المبارك هو الفرد الوحيد الذي أنقد الإنسانية من براثن الجور والاضطهاد، وأحيا الفضيلة وأعلى ذكرها، وحرر الشعوب من الرق والاستعباد، وكفاه بهذا فخرا عظيما.
ومجدا خالدا لا يمحى ولن يمحى أبد الدهر إلي يوم القيامة، ولنظهر مهما شئنا أن نظهر من عظمة هذا النبي الخالد محمد صلي الله عليه وسلم فهو حقا المثل الأعلى للكمال الإنساني، ولكن لا ينبغي لنا معاشر المسلمين أن نوصله لدرجة الخالق كما فعل غيرنا بنبيهم لأن أساس عقيدتنا أن الأنبياء هم خلق بشر امتازوا بالعصمة والرسالة والنبوة وأن الخالق هو الله تعالي ولا معبود بخق سواه، وإن الإسلام رعى الأسرة واهتم بها، فوضع لها الأهداف التي تمكنها من ممارسة وظيفتها في ظل المودة والقيم الخُلقية الإسلامية، ولا يمكن تحقيق أهدافها إلا إذا التزمت بمنهج الإسلام ونظامه الاجتماعي، فإذا قصرت أهدافها تكون قد خالفت هذا المنهج، وبذلك التقصير تضر بالمجتمع كله، ويعتبر تكوين الأسرة سبيلا .
لتحقيق أهداف تشمل كل مناحي الحياة في المجتمع الإسلامي، وتكون الأسرة اللبنة الأولى في صلاح المجتمع، وتقدم خلاصتها البيئية والاجتماعية والعلمية ضمن إطار السلوك الذي تقوم به الأفراد، فتعمل القيم والأخلاق والتحصيلات العلمية والفكرية في رفع مستوى كفاءة المجتمع وملاءمته للتطور، ومواكبة النهضة العالمية على المستويات كافّة، فعلى الصعيد الصحي تساعد الأسرة الناجحة على الحد من انتشار الأمراض النفسية وما تسببه من أمراض جسدية مختلفة، كما تسهم في الحد من الأفكار السلبية لدى الناشئة التي يسببها فشل زواج ذويهم أو أهلهم، مما يؤدي إلى تناقص نسبة العلاقات الشرعية وزيادة العلاقات غير الشرعية، وتفشي الأمراض والفساد في المجتمع.
ومن جهة أخرى تؤمن التربية السليمة للأطفال سلسلة طويلة من التربية التي لا يمكن للمجتمع أن ينهض دونها، فالجيل الذي يحمل القيم الأخلاقية العالية لا بد أن يربي أطفاله فيما بعد على القيم الأخلاقية المناسبة، بينما انحدار التربية في جيل من الأجيال سيؤدي إلى تدهور في مستوى التربية العام، مما يجعل العلاقات الاجتماعية أكثر أنانية، وينزع التراحم بين الأفراد، ويساعد على سلب الحقوق وظلم الآخرين، كما تقدم الأسرة الناجحة بمستواها العلمي والفكري مساحة واسعة للتقدم الفكري للمجتمع من خلال حرية التعبير والرأي، والتي من خلالها يتم تفعيل دور الفرد في النهضة الفكرية وإقامة المؤتمرات والندوات الثقافية، ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي يهتم بالعلم والتعليم ورفع المستوى الفكري.
بحيث لا يكون بعيدا عن الصواب أو بناء المجد، لأن العلم أساس الأمجاد والحضارات، ومن ذلك كله يتبين أن الأسرة قد تهمل رعاية بعض أفرادها مما يؤدي إلى اضطراب في الحركة المجتمعية السليمة، وهنا يتجلى دور الوعي في الحفاظ على الرعاية الأسرية، وتمتين الصلات والروابط للأفراد فيما بينهم ليكونوا قادرين على صنع المادة الخام لبناء المجتمعات، ويدركوا أهمية هذه اللبنة الصغيرة، وأهمية كل فرد من أفرادها مهما كان عمره أو ميوله، ومهما كانت مستوى طاقاته وقدراته، ومما يؤكد هذه الأهميّة أن معظم الدول التي تسعى إلى دمار الدول الضعيفة تبدأ من تهديم الأسرة فكريا ونفسيا واقتصاديا وسياسيا.رعاية رسول الله بالأسرة والإهتمام بها