المقالات

الدكروري يكتب عن رعاية الإسلام للأسرة

بقلم / محمـــد الدكـــروري

يجب علي كل زوجة تجاه زوجها مراعاة كرامته وشعوره، فلا يرى منها في البيت إلا ما يحب، ولا يسمع منها إلا ما يرضى، ولا يستشعر منها إلا ما يُفرح، والزوج في الحقيقة إذا لم يجد في بيته الزوجة الأنيقة النظيفة اللطيفة ذات البسمة الصادقة، والحديث الصادق، والأخلاق العالية، واليد الحانية والرحيمة فأين يجد ذلك؟ وأشقى الناس من رأى الشقاء في بيته وهو بين أهله وأولاده، وأسعد الناس من رأى السعادة في بيته وهو بين أهله وأولاده، وكذلك قيامها بحق الزوج وتدبير المنزل وتربية الأولاد، وقال أنس بن مالك رضي الله عنه كان أصحاب رسول الله صلي الله عليه وسلم إذا زفوا امرأة إلى زوجها يأمرونها بخدمة الزوج ورعاية حقه، وتربية أولاده، وإن الإسلام رعى الأسرة واهتم بها، فوضع لها الأهداف التي تمكنها من ممارسة وظيفتها في ظل المودة والقيم الخُلقية الإسلامية.

ولا يمكن تحقيق أهدافها إلا إذا التزمت بمنهج الإسلام ونظامه الاجتماعي، فإذا قصرت أهدافها تكون قد خالفت هذا المنهج، وبذلك التقصير تضر بالمجتمع كله، ويعتبر تكوين الأسرة سبيلا لتحقيق أهداف تشمل كل مناحي الحياة في المجتمع الإسلامي، وتكون الأسرة اللبنة الأولى في صلاح المجتمع، وتقدم خلاصتها البيئية والاجتماعية والعلمية ضمن إطار السلوك الذي تقوم به الأفراد، فتعمل القيم والأخلاق والتحصيلات العلمية والفكرية في رفع مستوى كفاءة المجتمع وملاءمته للتطور، ومواكبة النهضة العالمية على المستويات كافّة، فعلى الصعيد الصحي تساعد الأسرة الناجحة على الحد من انتشار الأمراض النفسية وما تسببه من أمراض جسدية مختلفة، كما تسهم في الحد من الأفكار السلبية لدى الناشئة التي يسببها فشل زواج ذويهم أو أهلهم.

مما يؤدي إلى تناقص نسبة العلاقات الشرعية وزيادة العلاقات غير الشرعية، وتفشي الأمراض والفساد في المجتمع، ومن جهة أخرى تؤمن التربية السليمة للأطفال سلسلة طويلة من التربية التي لا يمكن للمجتمع أن ينهض دونها، فالجيل الذي يحمل القيم الأخلاقية العالية لا بد أن يربي أطفاله فيما بعد على القيم الأخلاقية المناسبة، بينما انحدار التربية في جيل من الأجيال سيؤدي إلى تدهور في مستوى التربية العام، مما يجعل العلاقات الاجتماعية أكثر أنانية، وينزع التراحم بين الأفراد، ويساعد على سلب الحقوق وظلم الآخرين، كما تقدم الأسرة الناجحة بمستواها العلمي والفكري مساحة واسعة للتقدم الفكري للمجتمع من خلال حرية التعبير والرأي، والتي من خلالها يتم تفعيل دور الفرد في النهضة الفكرية وإقامة المؤتمرات والندوات الثقافية.

ومما لا شك فيه أن المجتمع الذي يهتم بالعلم والتعليم ورفع المستوى الفكري لا يكون بعيدا عن الصواب أو بناء المجد، لأن العلم أساس الأمجاد والحضارات، ومن ذلك كله يتبين أن الأسرة قد تهمل رعاية بعض أفرادها مما يؤدي إلى اضطراب في الحركة المجتمعية السليمة، وهنا يتجلى دور الوعي في الحفاظ على الرعاية الأسرية، وتمتين الصلات والروابط للأفراد فيما بينهم ليكونوا قادرين على صنع المادة الخام لبناء المجتمعات، ويدركوا أهمية هذه اللبنة الصغيرة، وأهمية كل فرد من أفرادها مهما كان عمره أو ميوله، ومهما كانت مستوى طاقاته وقدراته، ومما يؤكد هذه الأهميّة أن معظم الدول التي تسعى إلى دمار الدول الضعيفة تبدأ من تهديم الأسرة فكريا ونفسيا واقتصاديا وسياسيا.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار