ريف بلدنا و قهوة منصور بقلم الكاتب / محمد خفاجى بعد صلاة الفجر و شقّ الضّو جه على بالي اتمشى شويه اغيّر جوّ الدنيا هُس هُس و الكل سكون أرياف بقى و يا جمالو هدوء الكون كم حاره يمين على شارع دوغري و اسمعلك صوت الراديو عليا بيسري هنا إذاعة القرآن الكريم من القاهره نستمع الآن لصوت القاريء و تلاوة ماهره ايه ده مين ده و فين فين ده؟ دي القهوه اللي ف وشّ الموقف قدام السور أيوا فاكرها قهوة عمّ محمد ابو احمد منصور الراجل المجدع ابن الناس المحترمين ابو شكل حليوه كنت بشوفو زمان في القهوه و مشعللها بكام غنيوه و انا بتذكر ما قد كان فات من جمبي حتة صوت على سته و نص قطر بيوصل ع المحطه و بيقول توت فاكر بردو القطر و وقته بيروح بحرينا على اسكندريه طلبه كتير و و كمان تجار وموظفين حكومه و أفنديه الكل طالع على مشواره متعطر و مزاجه تمام شكل الناس برصيف القطر يقول الدنيا بخير و تمام نبعد بقى عن السكه الحديد و نشوف حوالينا إيه الجديد كم كرسي اتسحبو مع الترابيزه و فـ لحظه اتشكّل دايره لمقاول صبه معاه أنفاره و هات يا كلام عن الشغلانه واحد بيقول عايزين دخان و التاني بياكل شقة فول و صاحبهم بيأكد ع التليفون لازم البراميل تكون مليانه و فجأه الناس بتزعق حاسب حاسب يا سواق يا حمار عربيه غريبه معدّيه كانت هتخبط بيّاعة الخضار إهدي يا خاله و اشربي ميّه و بعدين قولي إيه الأسعار الوليه بملامح مقلوبه فجلي و جرجيري بقوا بالدولار فكرت اضحك و مسكت لساني و هوبا افتكرت ورايا مشوار خلاص قايم أمشي و قلت أحاسب ابو احمد ع الشاي و البوري لقيته بيحلف و خلي يا افندي انا قلتله لأه حاسبني ضروري بيني و بينكم هو برنس و جاتلي فكره اني أحكي عليه هادي و شبعان و عنيه مليانه يا زينة أخلاقه ما شاء الله عليه في وسط الفكره سمعت أدان جامع الجمعيه و إعلان موت راحت لرحمة ربنا أم الأستاذ سعد الصعيدي و بعلو الصوت الدفنة بعد صلاة الظهر و العزاء في بيت العيله بالليل مشيت و انا بهمس من غير صوت ربنا يرحمها و يرحم أمي لا زلت في جو بلدنا الحلو ريحة الصبحية و الريف الأصيل يا بلدنا يا بهيّه يا متوهانا غنى و مواويل مشاويري دي كانت الفجريه و لازم اكررها كمان بالليل ريف بلدنا و قهوة منصور
