مقالات

زرع الانتماء الوطني في الشباب … بوصلة وطن لا تعرف الانحراف

جريدة موطني

زرع الانتماء الوطني في الشباب … بوصلة وطن لا تعرف الانحراف
بقلم : د . هاني المصري
—————————
في ظل المتغيرات المتسارعة التي يشهدها عالم اليوم، وما تفرضه من تحديات فكرية وهوياتية على الأجيال الصاعدة، تبرز الحاجة الملحة إلى ترسيخ مشاعر الانتماء الوطني لدى الشباب المصري، بوصفهم الطاقة الحيوية التي يُعوَّل عليها في بناء المستقبل وحماية الهوية.

الانتماء الوطني لا يعني الاكتفاء بالشعارات أو ترديد الأغاني الوطنية، بل هو شعور عميق بالمسؤولية تجاه الوطن، يتجلى في سلوك الفرد اليومي، وحرصه على خدمة مجتمعه، واستعداده لبذل الجهد والتضحية من أجل مصلحة البلاد.

إن التركيز على الشباب في هذه المرحلة المفصلية من تاريخ الوطن، ليس من باب المجاملة، بل لأنهم يشكلون الشريحة الأكبر من عدد السكان، ويملكون من الطاقات والقدرات ما يؤهلهم لأن يكونوا صناع التغيير الإيجابي. لكنهم، في الوقت ذاته، الأكثر تأثرًا برياح العولمة، وأحيانًا، الأكثر عرضة لفقدان الاتصال بجذورهم إذا لم يُغرس فيهم حب الوطن بشكل واعٍ ومدروس.

من هنا، تصبح مسؤولية زرع الانتماء مسؤولية وطنية شاملة، تتوزع أدوارها بين مؤسسات الدولة، والأسرة، والمدرسة، والإعلام، ودور العبادة، ومؤسسات المجتمع المدني.
ولتحقيق ذلك، لا بد من:

– مراجعة الخطاب التعليمي ، ليُبنى على القيم الوطنية والقصص الملهمة من تاريخ مصر العريق.
– تعزيز القدوة بإبراز نماذج شبابية مصرية ناجحة تساهم في تقدم الوطن بإبداعها واجتهادها.
– تشجيع العمل التطوعي والمجتمعي ، لترسيخ الشعور بالمسؤولية والانتماء الحقيقي من خلال المشاركة في تنمية البيئة المحيطة.
– استخدام الإعلام الرقمي بوعي ، لإنتاج محتوى جذاب يعكس الهوية المصرية ويحفز الارتباط بها.
– الإنصات للشباب وإشراكهم في صنع القرار ، بما يعزز ثقتهم في وطنهم ومؤسساته.

وختاماً
إن ما نزرعه اليوم من وعي وانتماء في قلوب الشباب، نجنيه غدًا أمنًا واستقرارًا وازدهارًا. ومصر، التي واجهت عبر تاريخها تحديات جسام، تظل قادرة على تجاوز العقبات طالما أبناؤها متمسكون بها، مؤمنون برسالتها، عاملون من أجل عزتها ورفعتها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى