الشعر

سألونى ماذا يؤثرك 

جريدة موطني

سألونى ماذا يؤثرك

 

بقلم الكاتبة : سلوى عبد الكريم

 

قلت الفعل الصادق والسلوك السوي

تعجبوا و قالوا عز طلبك فنحن فى زمن الأقنعة الزائفة والوشوش الكاذبة

 

قلت ولما العجب نحن فى زمن العجائب حقاً فيتعجب البعض لما لم أسعى يوماً لمنصب أو سلطة أو جاه, لما لم أخطو خطوة لأرتياد المنصات واعتلاء الدرجات,

لما أتلاشى وأتجنب الظهور بين العامة فى المؤتمرات والمنتديات ,لما لم أطمح فى الشهرة والوجاه والريادة , لما لم أرغب أن يسبق أسمى مسمى أو صفة مفخمة ,

 

لما ولما ولما ………..

فلا شك كل ذلك جميل ورائع ومهم للكثيرين من البشر ولا أقلل أبدا من أهمية السعي والطموح وضرورة تحقيق الأهداف المرجوة لكل إنسان

ولكن الأهم من المهم هو التعقل والتفكر والرضا وإدراك الفرد بإحتياجاته الحقيقية ومدى قدرته على تحقيقها بشكل طبيعي متدرج

 

ولكن لما التعجب لمن لا تصبوا إلا لذاك السكن الدافئ فى تلك الحياه البسيطة الناعمة الهادئة التى تملئها المحبة والمودة والمشاركة في التفاصيل

لما التعجب أنها لم تشعر بالسعادة إلا فى إبتسامة

صادقة وضحكة بريئة من القلب بينها وبين الأحبة ,

 

ألا يدركون أن اعتلاء أعلى الدرجات هو اعتلاء درجات قلوب صادقة إمتلأت حباً لك

ألا يدركون أن أرقى منصب وأعظم سلطة ممكّن تعتليها هى سلطتك على نفسك ونجاحك فى الحفاظ على سلامتها وسلامة قلبك وروحك من الضغائن والأحقاد والكراهية والحسد فتسمو بنفسك إلى أعلى الأفاق فتشعر بالراحة و السعادة والكفاية والغنى بنفسك وبمن تحب ممن حولك

 

وأن أفخم وأعظم مسمى لإسمك عند إقترانه باسم أحب الصفات والخصال الطيبة الحميدة التى تتصف بها , أو بمن يصونك ويحافظ عليك ويحتويك وتأمن معه على نفسك فحين ذاك تغتنم العالم بما فيه ,

 

فلما التعجب لتلك الروح البريئة بطبيعتها , الحالمة الرومانسية فى ذاتها , شديدة الحساسية , البسيطه العفوية , المحبة للفكاهة ,والعاشقة للسلام وللعلاقات الواضحة الصريحة المريحة الهادئة دون نزاعات ولا صراعات ولا مكايد ,

 

المغرمة بحياة هادئة بسيطة معتدلة مليئة بالحب والود والوفاء والمرونة , أكثر من حياة الصخب والضوضاء , الجامده التى يملئها التبلد والفطور ,

الخالية من روح المحبه وأنفاسها الدافئة,

لما التعجب بتلك النفس المؤمنة بالفطرة والتلقائية والسجية التى خلقت عليها وعدم التكلف ففيهما البرائة والعفوية والراحة والسكينة للروح والنفس , ليس التصنع والتمثيل

 

يسعدها نفسها وهى مزيج بين قلب طفلة وعزيمة شابة وحكمة كهل تحب روحها وهى طفلة تضحك وتمرح وتلهو بين أحضان الطبيعة ,

وتقدر ذاتها وهى إمرأة جادة حاسمة صلبة عقلانية ذو حكمه بالغة تزن الأمور , وتعرف متي تكون أنثى مدلله لا يضاهيها أنثى أخرى,

 

فلم تكترث باعتلاء الدرجات وتولي المناصب ولا أن يسبق اسمها لقب مفخم يزيدها قلق وتوتر وصراع قد تكون موهوبة بالفطرة و حباها الله بما يتكالب عليه الأخرون فما يعنيها هو سكن الروح وسلامة النفس ورضاها بما هى فيه وبما تستطيع تحقيقه بتروى وتؤدة و على مهل ,

فتمهلوا الحياة رحلة راحلة ليست صراع وتكالب للوصول إنما المتعة كل المتعة فى السير المعتدل للوصول الأمن ..

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار