ساعة الموت أخطر لحظة في عمر الإنسان
محمود سعيد برغش
إن ساعة الموت أخطر ساعة في رحلة الإنسان الطويله إلى ما لا نهايه لأسباب الاتيه
اولا لانها بداية لانتقال من عالم الشهادة المحسوس الذي عرفه الإنسان والفه إلى عالم كان غيبا في الحياة الأولى ويصيرانا محسوسا في الحياة الجديدة التي تبدا بالموت الجسدي ليحدث اللانسان في عالم البرزخ الأول مره عوالم تختلف كل الاختلاف عن عوالم الدنيا التي عايشها وائتلف أو تنافر معها
ثانيا في هذه الساعة أي ساعة الموت يرى ملائكه الله واسمع منهم الكلمه الفاصله الناذله إليه من عند الله تعالى وهي الكلمه التي فيها نعيمه الابدي أو شقائه الابدي ولو كان يملك العالم كله في هذه الساعه وقبل منه ان يضحي به أو كان يملك ملء الأرض والسماء ذهبا وقبل منه ان يتصدق به في سبيل ان يسمع كلمه رضا والعفو من الله في هذه الساعه لفعل وكان في منتهى السعاده وقال تعالى ولو ان الذين ظلموا ما في الارض جميعا ومثله معه يفتدوا به من سوء العذاب يوم القيامه وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون لسوره الزمر الايه 47
ثالثا كل ما جمعه الإنسان وكد فيه وسهر من أجله وقضي عمره في تخزينه وبتنزه وكل ما زرعه من حدائق غناء وبساتين فيحاء وكل ما سدده من دور وما زخرفه من قصور وكل ما يحيط به من اهل وخدم واتباع كل ذلك ينظر اليه الانسان حين تاتيه الملائكه الموت بحصره وفزع وياس وجزع فانه مفارق للجميع ومحروم حرمانا مطلقا من كل ما جمع فاوعى وكنز فابقى ان شيئا واحدا هو الذي يبحث عنه هذا الانسان في لحظه موته ويوقن ان فيها نجاته وسعادته وهو العمل الصالح فان كان قدمه فلا يضره ما ترك وان كان لم يقطم صالحا فوق القائل وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيَهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27) مَا أَغْنَىٰ عَنِّي مَالِيَهْ ۜ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ سورة الحاقه
رابعا. تزداد حصره الميت ومصيبته وفجيعته حين يكون منكر للحياة الآخره أو مغرور بمسلكه المضاد لدين الله أو القائم على البدع والخرافات التي ابعدته عن الإيمان الصحيح والطريق السوي الموافق للكتاب والسنه
إن مثل هذا النوع لم يكن يتوقع حياة أخرى بعد الموت أو كان يتوقعها ولكنه لغروره ظن أنه على الحق وإن غيره على باطل اعتمادا على اوهام وخيالات او اتباع للضالين والمغضوب عليهم بدون نظر او بحث او تشبعا بهواه واستسلاما لشياطين الانس والجن وهو في كل ذلك رافض لكتاب الله وحكمته فاذا جاء الموت كشفت له الحقيقه وراى عكس ما قدره وفوجئ بان جميع مقايسه كانت مغلوطه وجميع حقائقه كانت مغلوطه وجميع حقائقه كانت باطلا وظيفه وفيها هؤلاء وامثالهم يقول تعالىقُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) أُولَٰئِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ وَلِقَائِهِ فَحَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فَلَا نُقِيمُ لَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَزْنًا (105) ذَٰلِكَ جَزَاؤُهُمْ جَهَنَّمُ بِمَا كَفَرُوا وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَرُسُلِي هُزُوًا (106) سورة الكهف
وقال تعالى 46) وَلَوْ أَنَّ لِلَّذِينَ ظَلَمُوا مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا وَمِثْلَهُ مَعَهُ لَافْتَدَوْا بِهِ مِن سُوءِ الْعَذَابِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ۚ وَبَدَا لَهُم مِّنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ (47) سورة الزمر
فينال رضا الله عند موته ويطمئن على مستقبله يا لها من سعاده في متناول الجميع والمستقبل لا نهائي يحدد للانسان مصيره في دقائق وصدق الله تعالى عندما قال وَنُیَسِّرُكَ لِلۡیُسۡرَىٰ ٨ فَذَكِّرۡ إِن نَّفَعَتِ ٱلذِّكۡرَىٰ ٩ سَیَذَّكَّرُ مَن یَخۡشَىٰ ١٠ وَیَتَجَنَّبُهَا ٱلۡأَشۡقَى ١١ ٱلَّذِی یَصۡلَى ٱلنَّارَ ٱلۡكُبۡرَىٰ ١٢ ثُمَّ لَا یَمُوتُ فِیهَا وَلَا یَحۡیَىٰ ١٣﴾ [الأعلى ٨-١٣]
لذلك كله ولغيره كانت ساعه الموت اخطر ساعه في حياته