
سبب إتساع دائرة المحبة بين الناس
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله وفَّق من شاء لمكارم الأخلاق وهداهم لما فيه فلاحهم يوم التلاق أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك الخلاّق، وأشهد أن محمدا عبد الله وسوله أفضل البشر على الإطلاق صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلي يوم الدين أما بعد ما أحوجنا إلى أن يكون حديثنا عن الأذى وخاصة ولقد إنتشر أذى الناس بصورة مخزية سواء كان الأذى معنويا أم حسيا، وخاصة هناك الكثير من الناس إلا ما رحم الله لا يستطيع النوم إلا بعد التفكير في أذى الناس ولا حول ولا قوة إلا بالله،وإن أذى الناس داء إجتماعي خطير، ووباء خلقي كبير، ما فشا في أمة إلا كان نذيرا لهلاكها، وما دب في أسرة إلا كان سببا لفنائها، فهي مصدر كل عداء وينبوع كل شر وتعاسة وأذى الناس آفة من آفات الإنسان، مدخل كبير للشيطان، مدمر للقلب والأركان.
يفرق بين الأحبة، ويحرم صاحبها الأمن والأمان، ويدخله النيران، ويبعده عن الجنان، فالبعد عنها خير في كل زمان ومكان، وقال الإمام الكرماني ومن الإيمان أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر ولم يذكره لأن حب الشيء مستلزم لبغض نقيضه وقال الألباني رحمه الله، فمن كمال خلق المسلم أن يحب لأخيه المسلم من الخير مثلما يحب لنفسه وكذلك أن يبغض لأخيه ما يبغض لنفسه من الشر، وبعد هذه النقولات والتعريفات لألفاظ هذا الحديث العظيم لو طبق في مجتمعنا المسلم أصبح مجتمعنا راقيا يسوده التكامل الإجتماعي ولإتسعت دائرة المحبة بين الناس ونزع من نفوسهم وقلوبهم الحقد والحسد والغل والكبر والإستغلال والغش والخداع والإنتهازية والإستغلالية وغيرها من الصفات المذمومة الممقوتة، ولو طبق هذا الحديث لساد بين الناس.
العلاقات الخالية من المصالح المادية والمعنوية ولو طبق هذا الحديث لما كثر المزاح الذي لا يخلو من همز ولمز قبيح ونتج عن ذلك سوء العلاقات ولو طبق هذا الحديث لكثرت المساعدات والتنازلات والخدمات التي لا يراد بها إلا الأجر والمثوبة ولو طبق هذا الحديث لكان مجتمعنا المسلم من أفضل المجتمعات ذلك المجتمع المسلم الذي هو كالجسد الواحد إذا إشتكى منه عضو تداعى له باقي الجسد بالحمى والسهر، والحديث يرغب في محبة المسلمين بعضهم لبعض والمحبة تؤدي إلى التعاضد والتناصر وبه ينتظم شمل الإيمان وتتأيد شرائعه، وفي الحديث من الفقه أن المؤمن مع المؤمن ينبغي أب يكون كالنفس الواحدة فيحب لأخيه ما يحب لنفسه من حيث أنها نفس واحدة، وهذه هي النصيحة أن تحب لإخوانك ما تحب لنفسك بحيث يسرك ما يسرهم ويسوءك ما يسوءهم.
وتعاملهم بما تحب أن يعاملوك به، فيا أيها المؤمنون والمؤمنات، إنه ما من أحد، إلا وهو يحب الخير لنفسه، من الهداية ودخول الجنة، وأن تكون له ذرية صالحة وتكون أموره كلها ميسّرة، ويكره أن يعتدي عليه أحد في ماله وولده، ودمه وعرضه، ولكن هل نحب لإخواننا المسلمين هذا الخير الذي نحبه لأنفسنا؟ فإن دين الإسلام سعى إلى تربية المسلمين على مكارم الأخلاق ومحاسنها، للفوز بالجنة وأعلى درجاتها، فجعل من علامة كمال الإيمان أن يحب المسلم الخير للآخرين كما يحبه لنفسه، فاللهم اشفي مرضانا ومرضى المسلمين، وارحم موتانا موتى المسلمين، اللهم فرّج همّ المهمومين من المسلمين، ونفّس كرب المكروبين، وإقضي الدّين عن المدينين، ونسأل الله العظيم أن يحفظنا بحفظه وأن يعيذنا من شر الأشرار وكيد الفجّار.
سبب إتساع دائرة المحبة بين الناس