
سبب الإخراج من الظلمات يوم القيامة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله ولي الصالحين، وأشهد أن سيدنا محمدا رسول الله، صلوات ربي وسلامه عليه، وعلى آله وصحابته والتابعين، وعلى من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد إن من مظاهر محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، هو الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، حيث قال الله تعالى ” إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” وقال الإمام السعدي رحمه الله في قوله تعالي ” يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما ” هو إقتداء بالله تعالي وملائكته، وجزاء له على بعض حقوقه عليكم، وتكميلا لإيمانكم، وتعظيما له صلى الله عليه وسلم، ومحبة وإكراما، وزيادة في حسناتكم، وتكفيرا من سيئاتكم وأفضل هيئات الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم، هو ما علم به أصحابه.
فقال ” اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد” وهذا الأمر بالصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم، مشروع في جميع الأوقات، وأوجبه كثير من العلماء في الصلاة، فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرا” رواه مسلم، وقال ابن عبد السلام ليست صلاتنا على النبي صلى الله عليه وسلم شفاعة له فإن مثلنا لا يشفع لمثله ولكن الله تعالي أمرنا بمكافأة من أحسن إلينا فإن عجزنا عنها كافأناه بالدعاء فأرشدنا الله تعالي لما علم عجزنا عن مكافأة نبينا إلى الصلاة عليه، فتأمل أخي المبارك عظم الثواب الذي يحصل عليه من صلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
حيث قال الإمام ابن القيم رحمه الله فهذه الصلاة منه تبارك وتعالى ومن ملائكته إنما هي سبب الإخراج لهم من الظلمات إلى النور فأي خير لم يحصل لهم وأي شر لم يندفع عنهم ؟ فيا حسرة الغافلين عن ربهم ماذا حرموا من خيره وفضله وبالله التوفيق، وكما أن من مظاهر محبة النبي المصطفي محمد صلى الله عليه وسلم، هو كثرة تذكره وتمني رؤيته والشوق إلى لقائه وسؤال الله تعالي اللحاق به على الإيمان وأن يجمع بينه وبين حبيبه في مستقر رحمته وقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه سيوجد في هذه الأمة من يودّ رؤيته بكل ما يملكون فأخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ” من أشد أمتي لي حبا، ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله ومله” وروى الإمام أحمد عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال.
سبب الإخراج من الظلمات يوم القيامة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ” يقدم عليكم غدا أقوام هم أرق قلوبا للإسلام منكم ” قال فقدم الأشعريون فيهم أبو موسى الأشعري، فلما دنو من المدينة جعلوا يرتجزون يقولون غدا نلقى الأحبة محمدا وحزبه، فلما أن قدموا تصافحوا فكانوا هم أول من أحدث المصافحة، فتأمل أخي المبارك فيما سبق من شوق الصحابة الكرام والسلف الصالح لرسول الله صلى الله عليه وسلم وتأمل قول هذا الصحابي يا رسول الله إنك لأحب إلي من نفسي وإنك لأحب إلي من ولدي وإني لأكون في البيت فإذكرك فما اصبر حتى أتي فأنظر إليك وإذا ذكرت موتي وموتك عرفت أنك إذا دخلت الجنة رفعت مع النبيين وأني إذا دخلت الجنة خشيت أن لا أراك”