سر إنزال الهزيمة بالإرهاب العالمي
بقلم / محمـــد الدكـــروري
إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد ذكرت المصادر السياسية التاريخية الكثير عن سعي الغرب إلي الحروب الفكرية ضد بلاد الإسلام وأهله، وقد أعد المجلس العلمي للدفاع في البنتاجون، تقرير عن ذلك وإختص هذا التقرير بوضع تصور عن كيفية كسب حرب الأفكار ضد ما أسماه الجماعات المعادية لأمريكا، وأكد التقرير على أن العالم كله هو ساحة تلك الحرب، وليس بلدا واحدا، أو قارة بعينها وفي منتصف عام ألفان وستة ميلادي صدر كتاب بعنوان الخطوات العشر لإنزال الهزيمة بالإرهاب العالمي، من تأليف هارلان أولمان وهو كبير المستشارين في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية بواشنطن.
وصاحب إستراتيجية الصدمة والذهول التي أشار بها في غزو العراق، والتي حوّلها إلى كتاب بالعنوان ذاته، وقد ركز ضمن خطواته العشر على أهمية الإستمرار في حرب الأفكار بإعتبارها الحل الوحيد لتجاوز التحدي الناشئ عن توليد المبادئ الإسلامية لأجيال جهادية جديدة، في ساحات جديدة لا يمكن إحتواؤها، ولا إختراقها بسهولة، وفي محاولة للتغطية على الفشل المتصاعد في مخططات وخطوات حرب الأفكار، لجأت الولايات المتحدة إلى محاولة عولمتها بدلا من الإكتفاء بأمركتها حيث إتجهت في الآونة الأخيرة إلى تقسيم الساحة الدولية إلى قسمين وهما قسم يمثل القيم الغربية، وقسم يمثل القيم الإسلامية، مثلما كان حال تقسيم العالم إبّان الحرب الباردة إلى عالمين هما شيوعي ورأسمالي، والواضح أن هناك محاولة لتشكيل تكتل فكري غربي.
ضد العالم الإسلامي على غرار التكتلات الإقتصادية والتحالفات العسكرية، وقد أطلق بوش الأرعن أيضا شرارة هذا الشر، ورفع شارته عندما تحدث في شهر مايو عام ألفان وستة عن خطر ما أسماه الفاشية الإسلامية، حيث إعتبرها وريثة النازية الألمانية والفاشية الإيطالية والشيوعية الروسية التي كافحها العالم الرأسمالي خلال الحرب العالمية الثانية وبعدها، إلى حين سقوط الإتحاد السوفييتي، وبعدها ذكر بوش ما وصفه بالفاشية الإسلامية ست مرات خلال ثلاثة أسابيع في خطبه وتصريحاته، قبل إنتخابات التجديد النصفي لعام ألفان وستة حيث كانت عينه وعين نائبه ديك تشيني على فوز حزبهما في إنتخابات الرئاسة الأمريكية لعام ألفان وثمانية والتي تمنيا لو يفوز فيها مرشح الجمهوريين لإستكمال ما بدأه تحالف الإنجيليين واليهود المحافظين.
وقد تحدث بوش في كلمته التي تكلم فيها عن ما أسماه الفاشية الإسلامية عن ضرورة حشد العالم في مواجهتها لأنها كما قال تجسد عددا هائلا ممتدا في أنحاء العالم، يمثل خطرا أشد من خطر موسوليني وهتلر وستالين معا، ويعتبر المنظرون الفكريون في إدارة بوش أن الفاشية الإسلامية تشمل السنة والشيعة معا، وخاصة أن إيران برهنت على عدائها عندما شنت هجوما على الدولة العبرية من خلال أنصارها في لبنان صيف ألفان وستة وهو ما يدل في نظرهم على أن الخطر الإسلامي يتحول من خطر مجموعة من الحركات والنخب الفكرية إلى خطر أنظمة وحكومات تحمل فكر العداء والحرب ضد مطامح الغرب، ويهدف ترويج مصطلح الفاشية الإسلامية إلى إقناع الأمريكيين والعالم بوجود خطر كبير، يستدعي ضرورة البقاء العسكري في مناطق مختلفة من العالم الإسلامي، وضرورة إستمرار الحرب العالمية على الإرهاب بشقيها العسكري والفكري.