Uncategorized

شعب وجيش وقيادة… ثلاثية الصمود المصري أمام العواصف

 

 

بقلم : د . هاني المصري

 

في ظل ما تشهده المنطقة العربية من اضطرابات وتحديات متزايدة، يظل الشعب المصري نموذجًا فريدًا في الوعي والانتماء الوطني، حيث أثبت مرارًا وتكرارًا أنه الحصن الأول للدولة، والسند الحقيقي للقيادة السياسية والمؤسسة العسكرية في مواجهة أي تهديدات خارجية أو محاولات داخلية لزعزعة الاستقرار.

 

إنّ مشاهد الدعم الشعبي المتجدد للجيش المصري وقيادته السياسية لم تعد مجرد ردود فعل عاطفية، بل أصبحت ثقافة راسخة تعكس وعيًا عميقًا بأهمية الدولة، ودور مؤسساتها الوطنية في حفظ أمن البلاد ووحدة أراضيها. ففي كل محطة مصيرية، يخرج المصريون صفًا واحدًا ليؤكدوا أن أمن الوطن خط أحمر، وأن محاولات النيل من استقراره مصيرها الفشل.

 

لقد أدرك الشعب المصري، بفطرته وتاريخه الطويل، أن قوة الدولة تبدأ من تماسك شعبها. ولهذا لم يسمح يومًا لمثيري الفتن أو أدوات الخارج باختراق نسيجه المجتمعي أو العبث بوعيه. بل على العكس، تحوّلت كل محاولة لإثارة القلاقل إلى لحظة وطنية فارقة، تعزز من وحدة الصف الوطني وتفضح المخططات التي تستهدف تفتيت الدولة وإضعاف مؤسساتها.

 

وفي وقت تاهت فيه بوصلة العديد من شعوب المنطقة، ووقعت دول عربية شقيقة فريسة للانقسامات الداخلية والتجاذبات الإقليمية، أظهر الشعب المصري وعيًا استثنائيًا بخطورة الفوضى، ووقف سدًا منيعًا أمام تكرار سيناريوهات التفكك والانهيار التي ألمّت بدول الجوار.

 

لقد أصبح واضحًا للعالم أن الشعب المصري لا يتحرك إلا من أجل الوطن، ولا يلتف حول قيادته إلا إيمانًا منه بأن مصلحة البلاد فوق كل اعتبار. ولهذا، فإن صموده وتماسكه ليسا مجرد شعارات، بل وقائع متكررة تعكس نضجًا سياسيًا واجتماعيًا نادرًا.

 

مصر اليوم ليست مجرد دولة، بل هي كيان قوي يتجذر فيه الولاء، ويعلو فيه صوت الانتماء، وتتآزر فيه الإرادة الشعبية مع الرؤية السياسية لحماية الحاضر وصناعة المستقبل. وسيبقى الشعب المصري، كما كان دومًا، الدرع الحامي للوطن، والعين الساهرة على سلامة الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى