منوعات

صاحب الغرة والتبجيل

جريدة موطني

صاحب الغرة والتبجيل

بقلم / محمـــد الدكـــروري

الحمد لله رب العالمين اللهم لك الحمد على نعمة الإسلام والايمان ولك الحمد أن جعلتنا من أمة محمد صلى الله عليه وسلم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه فاللهم صل وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، الذي كان من هديه صلى الله عليه وسلم الذي هداه الله إليه ودلّه عليه أنه يعطي كل مقام حقه حتى لا يصلح في ذلك المقام إلا ما فعله صلى الله عليه وسلم، ففي وقت الأنس والفرح والسرور مزاح مقتصد ودعابة وقورة ومرح معتدل، وفي وقت الموعظة والخوف والتذكر بكاء في خشية ورهبة في ذكرى وتأثر في سكون، فمزاحه تأليف للقلوب، ودعابته أنس للأرواح، وضحكه بلسم للنفوس، بل كل مزحة مكتوبة في دواوين الحديث على أنها سنة.

وكل دعابة نقلها الرواة على أنها أثر وخلق من أخلاقه الشريفة، فسبحان من رفع قدره حتى صار ضحكه يحفظ في بطون الأسفار كأنه أعجب قصة من قصص العبر والعظات، وتبارك من شرّف منزلته حتى جعل مزحه يرويه الثقات عن الثقات كأنه فريضة قائمة، فصلى الله عليه وعلى أصحابه وآله ما تنفس صباح وعسعس ليل، إنه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم اسم كتب بحروف من نور في قلوب الموحدين، فلو شققت كل قلب لرأيته محفورا في النياط مكتوبا في السويداء، مرسوما في العروق، محمد صلى الله عليه وسلم صاحب الغرة والتبجيل، المذكور في التوراة والإنجيل، المؤيد بجبريل، حامل لواء العز في بني لؤين وصاحب الطود المنيف في بني عبد مناف بن قصي، بشّرت به صلى الله عليه وسلم الرسل.

وأخبرت به الكتب، وحفلت باسمه صلى الله عليه وسلم التواريخ، وتشرّفت به النوادي، وتضوعت بذكره صلى الله عليه وسلم المجامع، وصدحت بذكراه المنائر، ولجلجت بحديثه المنابر، عصم صلى الله عليه وسلم من الضلالة والغواية، فكلامه شريعة، ولفظه دين، وسنته وحي، سجاياه صلى الله عليه وسلم طاهرة، وطبيعته فاضلة، وخصاله نبيلة، ومواقفه جليلة، فتواضعه صلى الله عليه وسلم جمّ، وجوده عمّ، ونوره صلى الله عليه وسلم تمّ، فهو مرضي الفعال، صادق الأقوال، شريف الخصال، ليّن الجانب، سهل الخليقة، يسير الطبع، ظاهر العناية، ملحوظ بعين الرعاية، منصور الراية، موفق محظوظ، مظفّر مفتوح عليه، أصلح الله قلبه، وأنار له دربه، وغفر له ذنبه، فاللهم صلي وسلم وبارك عليك يا سيدي يا رسول الله.

الذي كان صلى الله عليه وسلم يركب راحلته مسافرا فيدعو بدعاء السفر ثم يقول صلى الله عليه وسلم ” اللهم اغفر لي ذنبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت” ثم يضحك صلى الله عليه وسلم، فيسأله أصحابه؟ لم ضحكت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وسلم ” يضحك ربك إذا قال العبد اللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، ويقول علم عبدي أنه لا يغفر الذنوب إلا أنا” ويتلو صلى الله عليه وسلم قصة الرجل الذي هو آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار، ويسأل ربه شيئا فشيئا حتى يعطيه الله عشرة أمثال ما تمنّى، فيقول الرجل أتهزأ بي وأنت رب العالمين؟ فيضحك صلى الله عليه وسلم عند ذلك، بل كان ضحكه صلى الله عليه وسلم طاعة لربه تعالى، وفيه من مقاصد الإقتدء والأسوة ما يفوق الوصف، ولم يكن ضحكه عبثا أو لهوا أو تزجية للوقت وقتلا للزمن.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار