منوعات

الدكروري يكتب عن تحري أكل الحلال

الدكروري يكتب عن تحري أكل الحلال

بقلم / محمـــد الدكـــروري

 

عليكم بتحري الرزق الحلال، والبعد عن الحرام والمشتبه، ليسلم لكم دينكم وتحفظ أعراضكم، واحفظوا حقوق الناس، وأَنجزوا أعمالهم، وأوفوا بالعقود والعهود، واجتنبوا الغش بجميع أنواعه وحالاته، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم “من غشنا فليس منا” فالذي يبيع البضائع المُقلده على أنها أصلية فقد غشنا، والذي يجعل طيب الطعام في الأعلى، ورديئه في الأسفل فقد غشنا، واحذروا الرشوة فقد لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم الراشي والمرتشي ” وإن تحري أكل الحلال، والبُعد عن الحرام والمشتبه، من أعظم الخصال التي يتحلى بها المؤمن، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم “أربع إذا كن فيك فلا عليك ما فاتك من الدنيا صدق الحديث، وحفظ الأمانة، و حُسن الخُلقِ، وعفة مطعم” أي التزام الحلال في المأكل والمشرب.

 

فينبغي على المرء ان يوطن نفسه على معالي الأمور والأخلاق ويتنزه عن سفسافها، وأن يتخذ الناس مرآة لنفسه فكل ما كرهه، ونفر عنه من قول أو فعل أو خلق فليتجنبه، وما أحبه من ذلك واستحسنه فليفعله وصدق، ولذلك يقول لقمان الحكيم” تعلمت الحكمة من الجهلاء، فكلما رأيت فيهم عيبا تجنبته، ولهذا كان الصحابة يسألون الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، عن الخير، وحذيفة اليمانى رضي الله عنه، يسأله عن الشر مخافة أن يدركه، وأيضا من وسائل البعد عن الفساد هو مصاحبة الأخيار وأهل الأخلاق الفاضلة، فالمرء مولع بمحاكاة من حوله، شديد التأثر بمن يصاحبه، فالجبان قد تدفعه قوة الصداقة إلى أن يخوض في خطر، ليحمي صديقه من نكبة، والبخيل قد تدفعه قوة الصداقة إلى أن يبذل جانبا من ماله لإنقاذ صديقه من شدة.

 

فالصداقة المتينة لا تحل في نفس إلا هذبت أخلاقها الذميمة فإذا كان الأمر كذلك فما أحرى بذي اللب أن يبحث عن إخوان الثقات حتى يعينوه على كل خير، ويقصروه عن كل شر فينبغي على المرء أن يحسن اختيار الصاحب، لأنه يكون على هديه وطريقته ويتأثر به، كما قيل الصاحب ساحب، حتى لو أردت أن تعرف أخلاق شخص فسأل عن أصحابه، وكذلك الاقتداء بأخلاق الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم، فهو القدوة والأسوة والمثل الأعلى في مكارم الأخلاق حيث شهد له ربه عز وجل بقوله فى كتابه الكريم فى سورة القلم ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وكان الصحابة دائما يسألون عن أخلاقه ليمتثلوا به ويقتدوا بأخلاقه صلى الله عليه وسلم، فقد سئلت أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها عن أخلاقه فقالت ” كان خلقه القرآن ” رواه مسلم.

 

وﺭﻭﻱ ﺃﻥ ﺃﻋﺮﺍﺑﻴﺎ ﻗﺎﻝ للإمام ﻋلي بن أبى طالب رضي الله عنه “عدد ﻟﻨﺎ ﺃﺧﻼﻕ ﺭﺳﻮﻝ ﺍلله صلى الله عليه وسلم، ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﻋﻠﻲ رضي الله عنه، ﻫﻞ ﺗﻌﺮﻑ ﺍﻟﻌﺪ ؟ ﻗﺎﻝ ﻧﻌﻢ، ﻓﻘﺎﻝ علي رضي الله عنه “ﻋﺪ ﻟﻲ ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ” ﻓﻘﺎﻝ ﺍﻷﻋﺮﺍﺑﻲ، ﻣﺘﺎﻉ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﻻ ﻳُﻌﺪ، ﻓﻘﺎﻝ ﻋﻠﻲ رضي الله عنه” ﻋﺠﺰﺕ ﻋﻦ ﻋﺪ ﺍﻟﻘﻠﻴﻞ” ﺇﺫ ﻳﻘﻮﻝ ﺍلله تعالى كما جاء فى سورة النساء ” قل متاع الدنيا قليل ” ﻭﻃﻠﺒت مني ﻋﺪ ﺍﻟﻌﻈﻴﻢ، حيث ﻳﻘﻮﻝ تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم ” وأيضا من وسائل البعد عن الفساد هو النظر في سير السلف الصالح، فهم أعلام الهدي، ومصابيح الدجى، وهم الذين ورثوا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم هديه، وسمته وخلقه، فالنظر في سيرهم، والاطلاع على أحوالهم، وقراءة تراجمهم مما يحرك العزيمة على اكتساب المعالي ومكارم الأخلاق، ذلك أن حياة أولئك تتمثل أمام القارئ، وتوحي إليه بالاقتداء بهم، والسير على منوالهم.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار