مقالات دينية

صحافة التلصص… منابر سقطت في حفرة النميمة

صحافة التلصص… منابر سقطت في حفرة النميمة

 

بقلم: محمود سعيد برغش

 

لم يعُد بعض الإعلام إعلامًا، بل صار كمن يختبئ خلف الستائر، يُنصت إلى الخصوصيات، ويتربص بالحياة الزوجية للمشاهير، كأن لا قضية في العالم سوى:

من طلق؟ من خان؟ من غضب؟ من حذف من على “إنستغرام”؟

 

تتحول المأساة إلى فقرة، والفضيحة إلى “ترند”، وتُعلَّق كرامة الناس على لافتات “آخر الأخبار العاجلة”، في مشهد لم تعد فيه الأخلاق شرطًا، ولا احترام الحياة الخاصة ضرورة.

 

أما القضايا الحقيقية؟

كأنها لم تُخلق للإعلام:

لا أحد يتحدث عن الفقر، ولا عن انهيار منظومات التعليم، ولا عن مآسي المستشفيات، ولا عن جرائم الفساد.

الأضواء لا تسلّط إلا على ما يُضحك، يُصدم، ويُحرج.

 

ومع هذا التردي، يتناسى البعض أن التجسس وتتبع العورات محرّمان في كل شريعة وخلق، فقد قال تعالى:

“ولا تجسسوا”

وقال النبي ﷺ:

“من تتبّع عورة أخيه تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته.”

 

لقد سقطت بعض المنابر في حفرة النميمة باسم الحرية،

وانقلبت الكاميرات من توثيق الحقيقة إلى تصوير الهفوات،

وغاب عن كثير من الناس أن الكلمة أمانة، وأن الستر فضيلة، وأن الإعلام حين يُفرّط في ضميره، لا يبقى له شرف.

 

نعم، الإعلام مسؤولية،

ومن لا يحترم خصوصيات الناس، لا يُنتظر منه أن يحترم قضاياهم.

صحافة التلصص... منابر سقطت في حفرة النميمة
لم يعُد بعض الإعلام إعلامًا، بل صار كمن يختبئ خلف الستائر، يُنصت إلى الخصوصيات، ويتربص بالحياة الزوجية للمشاهير، كأن لا قضية في العالم سوى: من طلق؟ من خان؟ من غضب؟ من حذف من على “إنستغرام”؟   تتحول المأساة إلى فقرة، والفضيحة إلى “ترند”، وتُعلَّق كرامة الناس على لافتات “آخر الأخبار العاجلة”، في مشهد لم تعد فيه الأخلاق شرطًا، ولا احترام الحياة الخاصة ضرورة.   أما القضايا الحقيقية؟ كأنها لم تُخلق للإعلام: لا أحد يتحدث عن الفقر، ولا عن انهيار منظومات التعليم، ولا عن مآسي المستشفيات، ولا عن جرائم الفساد. الأضواء لا تسلّط إلا على ما يُضحك، يُصدم، ويُحرج.   ومع هذا التردي، يتناسى البعض أن التجسس وتتبع العورات محرّمان في كل شريعة وخلق، فقد قال تعالى: “ولا تجسسوا” وقال النبي ﷺ: “من تتبّع عورة أخيه تتبّع الله عورته، ومن تتبّع الله عورته فضحه ولو في جوف بيته.”   لقد سقطت بعض المنابر في حفرة النميمة باسم الحرية، وانقلبت الكاميرات من توثيق الحقيقة إلى تصوير الهفوات، وغاب عن كثير من الناس أن الكلمة أمانة، وأن الستر فضيلة، وأن الإعلام حين يُفرّط في ضميره، لا يبقى له شرف.   نعم، الإعلام مسؤولية، ومن لا يحترم خصوصيات الناس، لا يُنتظر منه أن يحترم قضاياهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى