اخبار

صفحات مجهولة من تاريخ الأندلس ٠٠!! /

صفحات مجهولة من تاريخ الأندلس ٠٠!! /

السعيد عبدالعاطي مبارك الفايد مصر ٠

 

( مع مأساة أبي عبد الله الصغير المفترى عليه و الصاق تهمة تسليم مفاتيح غرناطة الحمراء ٠٠!! ) ٠

 

في البداية الحديث عن الأندلس الضائع ذو شجون و لَمِ لا فهى مجد العرب الغارب في الغرب الذي استمر زهاء ثمانية قرون حتى تم تسليم مفاتيح غرناطة إجبارا و حقنا للدماء ٠٠

تحدثت كثيرا من المصادر و المراجع عن قصص و مأساة الخيانة و تسليم الحكام و الأمراء بلادهم للمحتلين ٠٠

و هذه الفكرة من باب المغالطات و المفارقات التي عمل على الزج بها في تاريخ العرب و الإسلام مؤيدين و معارضين لكل مرحلة تاريخية و من نحاول أن نعود إلى مسارات الحقيقة الغائبة في حيادية و روح الموضوعية في التقريب بين الآثار لوضع كل جهة أمام القارىء الكريم من جديد فلا نتبنى رأيا على رأي ٠٠ 

ففقد كثرت الأخبار حول فكرة المتآمرين عن بيع الأوطان و التنازل عن المدن مقابل صفقات و المحافظة على بعض عروشهم ٠٠

فقد حدث تجاوزات ابن العلقي في تسليم مفاتيح بغداد للتتار / الماغول بقيادة هولاكو ٠

و في الشام مع ملوك بني أمية و في مصر في عهد الأيوبيين و في بيت المقدس و الصليبين ، ثم حروب الأندلس مع ملوك الفرنجة و قشتالة ٠٠ هلم جرا ٠

 

و لكننا نتوقف مع صفحات من خلال سقوط الاندلس ، بعد أن تصدعت ممالك جزيرة الأندلس وسط صراعات ملوك الطوائف بعد عصر مازال صداه و صباه حافل بالمواقف و الذكريات يشهد لها العجم قبل العرب هكذا ٠٠

فتهاوت كالنجوم تلك الإمارات الأندلسية حتى نقف أمام( غرناطة) الرمانة و قصور بني الأحمر و قصائد الشعراء في مدنها و معالمها الرائعة ٠

 

حروب الاسترداد التي يشنها فرناندو وإيزابيلا، والتي بدأت منذ عام 1482، مستمرة في محاولة لاحتلال غرناطة. وفي عام 1489، طالب الملكين فرناندو وإيزابيلا أبو عبدالله بتسليم غرناطة سلمياً، ورغم ضعف إمكانياته رفض الاستسلام، فدخل في حروب مع قشتالة وأراجون، قادها بطل مسلم شجاع أهمله المؤرخون، كان له الفضل في صمود غرناطة، وتأخير سقوطها، وهو موسى بن أبي غسان.

 

 و تعالت الأصوات المطالبة بالتسليم، والتي وقف ضدها بكل قوته موسى بن أبي غسان والأميرة عائشة الحرة، وفي هذا الوقت كان لا بد لأبي عبدالله أن يتخذ القرار الأصعب، حيث كان الاستمرار في الدفاع عن المدينة ضرباً من التهور، وبلا جدوى. فاختار أن يضحي بسمعته، من أجل انقاذ شعبه من مذبحة محتملة، ومن الجوع والمرض الذي فتك بهم. 

وبعد حصار دام سبعة أشهر، وفي الثاني من كانون الثاني عام 1492، دخل الإسبان إلى غرناطة، وتم توقيع معاهدة تسليم في قصر الحمراء المكونة من ستين بنداً، تنص على تسليم المدينة وتسريح الجيش ومصادرة السلاح، مقابل الحفاظ على أرواح وأموال المسلمين. 

إلا أن محاكم التفتيش تشهد على من خان المعاهدة وخان غرناطة، ولم يكن أبا عبدالله الصغير بكل تأكيد. 

 

استمرت هذه المعارك بين الجانبين طويلاً، وقام أبو عبدالله بطلب المعونة والامدادات من الولايات الاسلامية في إفريقيا، التي لم تتجاوب معه، بسبب انشغالها في معاركها الخاصة، إلى أن وقعت غرناطة تحت الحصار، عندما أطبق عليها الإسبان براً وبحراً، وقطعوا مضيق جبل طارق، فقطعت غرناطة كل أمل في الإمدادات أو المعونة.

و في النهاية على عكس الرواية المتداولة، والتى تُصور أبا عبد الله الصغير كملك جبان لم يدافع عن عاصمة ملكه وسلم مفاتيحها للقشتاليين، فإن المؤرخ والباحث فى التاريخ الإسلامى، حمزة الكتانى :

 يؤكد أن الذى يتتبع تاريخ أبى عبدالله الصغير لا يمكن أن يصفه لا بالخيانة ولا بالتهاون، فقد كان يواجه عمه الثائر على حكمه، المعروف بالزغل، كما كان يواجه القشتاليين فى الوقت نفسه، قبل أن يسلم عمه ملجا للإسبان، بينما ظل هو يقاوم إلى أن تيقن أن الاستمرار فى المقاومة أصبح ضرباً من الانتحار، واضطر أن يناور، غير أنه قوبل بغدر من القشتاليين.

 

ويضيف الكتانى أن فترة حكم أبى عبدالله الصغير للأندلس اتسمت بالاضطراب والحروب المتتالية مع الجيش القشتالي، بزعامة الملك فيرناندو والملكة إيزابيلا الكاثوليكيين، وانهزم أبو عبد الله الصغير فى الكثير من المعارك، وذلك لأن أحلافه الاستراتيجية كانت ضعيفة جدا.

 

ويؤكد مؤرخون أن الأسبان هم من خانوا العهد بعد أن أعطوا ملك غرناطة الأمن والأمان، وأنهم سيعامون العرب باحترام وتقدير، وإن أى نزاع او خلاف يحدث سيتم وفقا للشرائع والقوانين لكلا الديانتين المسيحية والإسلامية، لكن الإسبان نقظوا كل الوعود والعهود وشنوا حملات قتل ظالمة على العرب المسلمين وتعاملوا معهم بقسوة وبأساليب وحشية وبريرية لم يعرف لها تاريخ الحروب فى تلك الفترة مثيلا!!

 

ويؤكد مؤرخون أنه لا أصل للحكاية التى تم فبركتها عن الرجل: 

“إبك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال”.

 

وفى المصادر التاريخية العربية، لا وجود للقصة إلا فى المصادر القشتالية، كما تختلف هذه الأخيرة فيما بينها عند سرد التفاصيل، حتى إن هناك رواية تؤكد أن مقولة :

“إبك مثل النساء ملكًا مضاعًا، لم تحافظ عليه مثل الرجال” ٠

لم تصدر عن الحرة لابنها أبى عبد الله فى طريق الرحيل بل بقصبة الحمراء. 

صفحات مجهولة من تاريخ الأندلس ٠٠!! /

ولذا ننوه هنا بعد العرض الموجز يوجد في التاريخ العربي و الإسلامي مغالطات و مفارقات اصبحت من الثوابت ليتنا نراجع التوثيق و المصادر من جديد ربما نصل إلى مدخل للحقيقة الغائبة و المشوهة من خلال داعمين أو منقلبين في إطار مؤيد و معارض كلاهما أضر بالحوادث و الوقائع و التواريخ نعم إنها دعوة للانصاف ٠

و على الله قصد السبيل ٠

صفحات مجهولة من تاريخ الأندلس ٠٠!! /

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى