الخميس, يوليو 31, 2025
الرئيسيةمقالاتصفر الخير أفكار بصوت مرتفع 
مقالات

صفر الخير أفكار بصوت مرتفع 

صفر الخير أفكار بصوت مرتفع 

 

صفر الخير أفكار بصوت مرتفع 

زينب الكاظم 

شهر صفر 

أن شهر صفر أو كما يسميه الكثير من علماؤنا الأجلاء بصفر الخير مثلا عندما يكملون كتابة كتاب لهم يكتبون عليه أكمل هذا الكتاب أو تم هذا الكتاب في صفر الخير أي أنهم عندما يذكرون شهر صفر يقولون شهر الخير ،لكن هناك الكثير من الناس تتشاءم أو تتطير من شهر صفر وعندما يتطيرون منه يدفعون ذلك أما بذبح الذبائح أو يتصدقون أو يكسرون الأواني لكنه في الحقيقة لا يوجد يوم أو شهر في ديننا الإسلامي الحنيف يتطير منه لا في تأريخ أل البيت عليهم السلام ولا في أحاديثهم بل بالعكس حذر النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم من التشاؤم فقال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (الطيرة شرك الطيرة شرك )لأنه التطير يناقض التوكل على الله عز وجل وكذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم (ليس منا (أي ليس من المسلمين )من تطير أو تطير له أو تكهن أو تكهن له أو سحر او تسحر له )أي أن كل ذلك ليس من الأسلام والطيرة يعني التشاؤم 

كذلك قال الإمام علي عليه السلام

 

> “مَن تطيَّرَ فلا يَرجُ، ومَن تطيَّرَ له فقد أشرك.

 نهج البلاغة، الحكمة رقم 304 

كذلك قال الإمام الصادق عليه السلام في حديث من الكافي للكليني:

 

قال الإمام جعفر الصادق (عليه السلام):

 

> “الطِّيَرةُ على ما تجعلُها، إن هوَّنتَها تهوَّنت، وإن شدَّدتَها اشتدَّت، وإن لم تَجعلْها شيئًا لم تكن شيئًا.”

 الكافي، ج8، ص195.

أي أن احاديث النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وأحاديث ال البيت عليهم السلام لا يوجد فيها لا يوم ولا شهر يتطير منه لكن هناك من الناس من يقول أن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم استشهد في شهر صفر إذا هذا مدعاة للتشاؤم لكن هناك شهر رمضان أيضا الذي استشهد به امير المؤمنين ويعسوب الدين الإمام علي عليه السلام وكذلك شهر محرم الحرام الذي استشهد فيه الحسين عليه السلام وأهل بيته عليهم السلام وشهر ذو الحجة الذي استشهدت به السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام لو كان المقياس التطير هو على استشهاد الأئمة عليهم السلام لصارت جميع الشهور شؤم ونحوسة لكن في الحقيقة لا توجد احاديث وروايات عن النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم ولا عن أهل بيته الأطهار عليهم السلام فيها تشاؤم من شهر أو يوم ،الا بعض الروايات الضعيفة التي لعلها ونكرر ونقول لعلها تكون مدسوسة في كتاب مفاتيح الجنان للشيخ المحقق عباس القمي أعلى الله درجاته لذلك نكرر أيضا أنه لا يوجد تطير وتشاؤم أبدا من شهر صفر فنرى الناس تتخوف مثلا الذي يريد أن ينتقل لبيت لأخر أو من يريد أن يرمم بيته في شهر صفر.

لكن أصل التطير من شهر صفر مأخوذا من أقوام الجاهلية لأن شهر صفر واقعا بين شهرين من الأشهر الحرم التي يحرم فيها القتال اي لا يتقاتل فيها العرب ويقولون أن رأى أحد قاتل أبيه فيها لا يقتله فشهر صفر هو شهر كان يستعد فيه الناس للحرب لذلك نقول لعل العرب كانت تتطير منه لهذا السبب .

أما نحن كمسلمين وكشيعة أهل البيت عليهم السلام ليس لدينا أي تشاؤم من هذا الشهر أما من يريد التصدق فهو خير لأن الصدقة تدفع البلاء في كل وقت ومن يريد أن يقرأ القرآن الكريم فهو خير وبركة في كل شهور السنة أما من يريد أن يدعو دعواتا خاصة فهو شيء رائع ويقرب العبد لربه.

أما عن بناء البيوت أو الأنتقال لبيت اخر تحديدا في شهري محرم وصفر وقد يكثر الناس السؤال عن هذا الموضوع نقول هناك أية صريحة وواضحة في القران الكريم يقول الله عز وجل في كتابه العزيز (فمن اضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه)أي أنه مثلا اذا كنت مؤجرا لبيت وصاحب البيت يريد بيته أو إيجار البيت فهنا أنت مضطر أن تنتقل الى بيت اخر أو مثلا أتممت بناؤك وتريد أن تستقر انت وعائلتك فهنا أيضا الأنتقال لا اشكال فيه 

أما العلماء فيقولون للمؤمن الحقيقي والمؤمن الموالي لمحمد وآل محمد عليهم السلام ألا يفعل الأنسان الأعمال في محرم وصفر التي أعتاد عليها في أيام فرحه مثلا الزواج ختان الأولاد أو الأنتقال لبيت جديد قدر المستطاع باعتبار أنها شهور حزن وأسى ومواساة لمحمد وآل محمد لما جرى على الحسين وأولاده وأصحابه عليهم السلام جميعا من ويلات ومصائب نحييها ونشاركهم فيها في كل عام .

نحن نقتدي بآل محمد صلوات الله عليهم ونواسيهم ونشاركهم في مأساتهم ونواسي السيدة زينب عليها السلام لذلك حتى النساء يمتنعن عن وضع مستحضرات التجميل وصبغ الشعر وأعياد الميلاد وغيرها كله احتراما وحزنا على أبا عبد الله الحسين عليه السلام وأولاده وأصحابه عليهم السلام أجمعين وليس من باب التطير .

قال الإمام الصادق (عليه السلام):

 

> “رحم اللهُ عبدًا أحيا أمرَنا.”

فقيل له: كيف يُحيي أمركم؟

فقال: “يتعلّم علومَنا ويُعلّمها الناس، فإنّ الناس لو علموا محاسنَ كلامِنا لاتّبعونا.”

 

 الوسائل، ج27، ص92 / عيون أخبار الرضا، ج1، ص275

 

المعنى:

 

“أحيا أمرنا” أي: نشر علوم أهل البيت وسيرتهم ومظلوميتهم وفضائلهم وكذلك أعلان الحداد عليهم والحزن عليهم والحزن بلا أقتداء أو بلا توعية المجتمع بعلومهم وبمظلوميتهم شيء غير كافي .

هناك من يقول أن النبي محمد صلى الله عليه واله استشهد يوم الأثنين ١٢ ربيع الأول والروايات تقول أن الرأي المشهور عند أهل السنة: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تُوفي يوم الاثنين 12 ربيع الأول، وهذا ما رواه ابن إسحاق والطبري وابن كثير وغيرهم.

 

❗ لكن بعض علماء أهل السنة خالفوا هذا التاريخ، وذكروا تواريخ أخرى، منها: 28 صفر.

 

 

📚 رواية من مصادر سنية تشير إلى تاريخ 28 صفر:

 

1. ابن سعد – الطبقات الكبرى:

 

في رواية يرويها ابن سعد في “الطبقات الكبرى”، يُذكر أن النبي ﷺ مرض يوم الأربعاء في آخر صفر، ومكث مريضًا 13 يومًا، مما يعني أن وفاته كانت في اليوم 28 من صفر.

 

> قال ابن سعد: “ابتدئ رسول الله ﷺ بالمرض يوم الأربعاء لإحدى عشرة ليلة بقيت من صفر، ومات يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر.” الطبقات الكبرى – ابن سعد – ج2 – ص263

 

 هذا يساوي 28 صفر تمامًا.

 

 

2. اليعقوبي (من المؤرخين المسلمين القدماء):

 

> قال في تاريخه: “وقبض رسول الله صلى الله عليه وآله يوم الاثنين لليلتين بقيتا من صفر، سنة 11 من الهجرة.” تاريخ اليعقوبي – ج2 – ص110

 

نحن أحيانا قد يخوننا التعبير ونقول أنها ايام ثقال ونريد أن تمر بسلام ليس من باب التشاؤم والتطير لكننا من الناس المؤازة وبشدة لقضية الحسين عليه السلام ومن المواسين للسيدة زينب عليها السلام ومن المقتدين بال البيت عليهم بالحزن على مظلومية اهل البيت عليهم السلام .

ومن الأحداث الحزينة التي حدثت في شهر صفر في الأول من صفر وصلت السبايا مع السيدة زينب عليها السلام إلى الشام واستشهاد السيدة فضة خادمة السيدة فاطمة الزهراء عليها السلام في الثاني من صفر وفي الثالث من صفر استشهاد السيدة عاتكة بنت الحسين عليهما السلام وفي الرابع من صفر استشهدت السيدة عمرة بنت الحسن عليهما السلام وفي الخامس من صفر استشهدت السيدة رقية بنت الحسين عليهما السلام وفي السادس من صفر استشهدت السيدة ليلى والدة الأمام علي الأكبر عليه السلام وفي السابع من صفر استشهاد الإمام الحسن المجتبى عليه السلام وفي العاشر من صفر ذهاب السبايا إلى كربلاء وفي السابع عشر من صفر استشهاد الإمام الرضا عليه السلام وفي العشرين من صفر وصول السبايا إلى كربلاء وفي الثالث والعشرين من صفر ذكرى وفاة السيدة فاطمة بنت أسد والدة الأمام علي عليه السلام وفي الرابع والعشرين من صفر ذكرى وفاة السيدة آمنة بنت وهب والدة النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم وفي الثامن والعشرين من صفر استشهاد النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم صفر ليس مجرد اسم في التقويم، بل هو موسمٌ للحزن، وساحةٌ للدمع، وصوتٌ للحق المظلوم لذلك نحن نحزن ولا نتشاءم وهذا هو الفرق .

صفر الخير أفكار بصوت مرتفع 

صفر الخير أفكار بصوت مرتفع 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *