صلاح وسون إرث كروى
كتب..أحمدعبدالخالق
صلاح وسون... نظرةٌ على الإرث الكروي
شهدت الأوساط الرياضية العالمية مؤخرًا
حالة من التفاعل الصاخب حول رحيل النجم الكوري الجنوبي سون هيونج مين
عن نادي توتنهام هوتسبير والدوري الإنجليزي الممتاز.
فقد هللت وسائل الإعلام الأجنبية مثل “جول” و”سكاي سبورتس” و”إي إس بي إن“،
وكذلك جماهير كرة القدم حول العالم، لرحيله وكأنه يختتم مسيرة أسطورية حافلة بالبطولات والأمجاد،
مما يثير تساؤلًا حول مدى واقعية هذا الاحتفاء.
على الرغم من تقديرنا الكامل لموهبة سون وإسهاماته الكبيرة،
إلا أن المقارنة بينه وبين محمد صلاح تبدو غير متوازنة على الإطلاق.
فسون، الذي قدم مواسم مميزة في مسيرته،
لا يمكن أن يوضع في مصاف صلاح الذي يملك مسيرة حافلة بالإنجازات والأرقام القياسية التي لا مثيل لها.
ما يثير الدهشة حقًا هو أن مسيرة صلاح الكروية لم تلق نفس الصدى الإعلامي الذي يستحقه،
وذلك بسبب ظروف خارجة عن إرادته.
فقد تزامن وجوده في ليفربول مع صعود الجيل الأقوى في تاريخ مانشستر سيتي تحت قيادة بيب جوارديولا،
بالإضافة إلى سيطرة ريال مدريد على بطولة دوري أبطال أوروبا في حقبة لوكا مودريتش وكريستيانو رونالدو.
لو لم تكن هذه الظروف،
لربما كان رصيد صلاح من الألقاب يختلف تمامًا،
ولربما كان يحظى بالعديد من ألقاب الدوري الإنجليزي ودوري أبطال أوروبا، وربما كان قد توّج بالكرة الذهبية مرتين.
إلى جانب ذلك، فإن سوء الحظ الذي لازمه في مسيرته الدولية مع منتخب مصر،
الذي لم يكن في أفضل حالاته تاريخيًا، حرمه من تحقيق المزيد من الألقاب القارية،
حيث كان يستحق أن يتوج بكأس أمم أفريقيا مرتين على الأقل.
عندما يأتي وقت رحيل محمد صلاح عن ليفربول،
وهو ما قد يحدث في غضون عامين، سيكون قد رسّخ اسمه كأحد أعظم اللاعبين في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز،
إن لم يكن الأعظم على الإطلاق.
لا يمكننا تخيل كيف سيكون رد فعل الإعلام العالمي حينها.
فصلاح يستحق مسيرة كروية حافلة أكثر مما حقق، ولكن هذا هو حال كرة القدم، فلكل مجتهد نصيب.
تبقى مسيرة صلاح شهادة على الإصرار والموهبة الفذة،
وستظل أرقامه وإنجازاته محفورة في ذاكرة محبي كرة القدم
، وإن لم ينصفه الإعلام كما يستحق.
صلاح وسون إرث كروى