مقالات

صوت الحق في زمن المجاملة

“الكاتب الحر… صوت الحق في زمن المجاملة”
بقلم: محمود سعيد برغش

في زمنٍ تكاثرت فيه الأقلام التي تكتب للحاكم لا للمحكوم، وللمصلحة لا للمبدأ، يظل الكاتب الصحفي الحر هو الشعلة التي لا تنطفئ، والضمير الذي لا ينام، والقلم الذي لا ينحني إلا للحق.

الصحافة، كما يقولون، “السلطة الرابعة”، لكن ما قيمة هذه السلطة إن تخلّت عن دورها الرقابي والنقدي؟ ما جدوى الأقلام إذا جفّت أمام الظلم، وانحنت أمام الفساد؟ إن الكاتب الحقيقي لا يهادن ولا يُنافق، لا يكتب ليرضي أحدًا، بل ليُرضي ضميره فقط.

الكاتب الحر اختار منذ البداية أن يكون قلمه حرًا، لا يُشترى، ولا يُستأجر، لا يُلوَّن حسب الأهواء، ولا يُخيفه تهديد، ولا يُغريه منصب. قلمه لا يعرف إلا الحقيقة، لا يضرب إلا على يد الظالم، ولا ينحاز إلا للعدل.

لا يتبع تيارًا، ولا يمشي خلف زيف الشعارات، بل يسبح عكس التيار إن اقتضى الأمر، ويقف وحيدًا إن لزم، لكنه لا يكتب إلا ما يعتقد أنه حق. في كلماته وجع، وفي حروفه غضب، وفي مقالاته حلم لوطنٍ أفضل، وإنسانٍ أكثر كرامة.

لا يبحث عن تصفيق، ولا عن شهرة، ولا حتى عن رضا البعض. يكفيه أن يضع رأسه على الوسادة مطمئنًا أنه لم يبع قلمه، ولم يُخن مبادئه.

فالكاتب الحقّ ليس فقط من يُتقن اللغة، بل من يُتقن الشجاعة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى