أخبار ومقالات دينية

عبادة الحمد والشكر لله تعالى..

جريدة موطني

فاطمة عبد العزيز محمد
__________
عبادة الحمد والشكر لله تعالى..
تعد عبادة الحمد عبادة عظيمة لا تصرف إلا لله، ولا يستحقها سواه، وليس لها أهل إلا هو، وهي الاعتراف بالفضل، الاعتراف بالجميل، الاعتراف بالمنعم وشكره، كلمة عظيمة يقولها العبد في السرّاء والضرّاء، وفي الفقر والغنى، وفي الموت والحياة، وفي الصحة والمرض، فالحمد لله وحده، فهو من يستحق الحمد والثناء والمجد.

ونعمه تعالى على الإنسان لا تعد ولا تحصى، فيما خلق الله فيه من صحة البدن، وعافية الجسم، وإعطاء النظر الصحيح، والعقل السليم، والسمع الذي يفهم به الأشياء، وبطش اليدين، وسعي الرجلين، إلى غير ذلك مما أنعم به عليه في نفسه، وفيما أنعم به عليه مما خلق له من جميع ما يحتاج إليه من أمر الدين، والدنيا لا تحصى حتى لو رام أحد معرفة أدنى نعمة من هذه النعم، لعجز عن معرفتها، وحصرها فكيف بنعمه العظام التي لا يمكن الوصول إلى حصرها لجميع الخلق، فذلك قوله تعالى: “وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها”، يعني ولو اجتهدتم في ذلك، وأتعبتم نفوسكم، لا تقدرون عليه.

ونحن نحمد الله على كل حال، رزقنا بالولد قلنا الحمد لله، وقدّر عليه بالموت فمات، قلنا: الحمد لله، متعنا بعافيتنا وصحتنا قلنا الحمد لله، قدّر علينا الأمراض والآلام، قلنا: الحمد لله، تيسرت أمورنا، قلنا: الحمد لله، وإذا تعسرت، قلنا: الحمد لله، وفي صحيح البخاري كانَ النبيُّ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- إذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ قالَ: “اللَّهُمَّ لكَ الحَمْدُ أنْتَ قَيِّمُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ لكَ مُلْكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ نُورُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ ومَن فِيهِنَّ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ مَلِكُ السَّمَوَاتِ والأرْضِ، ولَكَ الحَمْدُ أنْتَ الحَقُّ ووَعْدُكَ الحَقُّ، ولِقَاؤُكَ حَقٌّ، وقَوْلُكَ حَقٌّ، والجَنَّةُ حَقٌّ، والنَّارُ حَقٌّ، والنَّبِيُّونَ حَقٌّ، ومُحَمَّدٌ -صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ- حَقٌّ، والسَّاعَةُ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لكَ أسْلَمْتُ، وبِكَ آمَنْتُ، وعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وإلَيْكَ أنَبْتُ، وبِكَ خَاصَمْتُ، وإلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لي ما قَدَّمْتُ وما أخَّرْتُ، وما أسْرَرْتُ وما أعْلَنْتُ، أنْتَ المُقَدِّمُ، وأَنْتَ المُؤَخِّرُ، لا إلَهَ إلَّا أنْتَ..”.
وروي عن نوح -عليه السلام- أنه ما لبس نوح جديدًا قطّ، ولا أكل طعامًا قطّ إلا حمد الله، فلذلك قال الله: (إِنَّهُ كانَ عَبْدًا شَكُورًا)[الإسراء:3](تفسير الطبري).
وكان الحسن البصري -رحمه الله- إذا جلس في مجلسه قال: “اللهم لك الحمد بما بسطت رزقنا، وأظهرت أمننا، وأحسنت معافاتنا، ومن كل ما سألناك من صالح أعطيتنا، فلك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالأهل والمال، ولك الحمد باليقين والمعافاة”.
فلنحمد الله، فإن ما في أيدينا منه وما على ظهورنا من فضله، وما في جيوبنا من رزقه، نحمد الله على كل حال، وننسب الفضل إليه فهو أهل الثناء والمجد وأهل الشكر والحمد.

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار