أخبار ومقالات دينية

قصة سيدنا ابراهيم ابو الانبياء


قصة سيدنا ابراهيم ابو الانبياء

بقلم احمدفاروق الوليلي

تحرير /منة العبد

الحلقه الاولى…
نشأة سيدنا ابراهيم وعلاقته بوالده
القصة إن سيدنا إبراهيم إتولد في بيئة كلها كفر وشرك بالله ، كان الناس في عصره بيعبدوا تلات حاجات : منهم النجوم تو والكواكب ، ومنهم عَبدة الأصنام , ومنهم عَبدة الملوك والحُكام

سيدنا إبراهيم إتولد في بيت راجل مش عادي , مش بس بيعبد الأصنام ده كمان بيصنعها , مُعتز جداً بالآلهة الراجل ده كان اسمه آزر , ذُكر في القرآن إنه والد سيدنا إبراهيم..
(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ) .. [آية 74 : سورة الأنعام]

لكن إختلف العلماء في حقيقة أُبوّته , منهم إللي قال إن آزر أبوه فعلاً , ومنهم إللي قال إنه كان عمه
طب عمه إزاي والقرآن بيقول أبوه ؟
• كان رأي بعض العلماء ومنهم الشيخ الشعرواي إن القرآن إستخدم لفظ الأب لـ الجد والعم في مواضع مختلفة , زي مثلاً (أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ يَعْقُوْبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيْهِ مَا تَعْبُدُوْنَ مِنْ بَعْدِيْ قَالُوْا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيْمَ وَإِسْمَاعِيْلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُوْنَ) .. [آية 133 : سورة البقرة]

وبالمثل كان الإستخدام ده لـ لفظ الأب مُتعارف عليه بين العرب .. فنلاقي سيدنا النبي محمد مثلاً لما أخدوا عمه العباس أسير , قال “رُدّوا عليّ أبـي ” , المُراد كان عمه , لكنه أطلق لفظ الأب على العم من نفس المُنطلق السائد عند العرب.

• حاجة كمان بتشير إن آزر كان عم سيدنا إبراهيم : إنه لو كان أبوه ماكنش القرآن هيحتاج يذكر اسم الأب , فكان هيقول إذ قال إبراهيم لأبيه .. وخلاص , ليه يقول أبيه آزر ؟
معنى التحديد ده إن فيه أب تاني , وإن مش آزر هو الأب الأساسي لأن الأب الأساسي مابيحتاجش التأكيد على اسمه
وهتلاقي ان احنا في تعاملاتنا لحد دلوقتي ممكن حد يجي يسألك “أبوك فلان فين ” , وساعتها السؤال بيكون عن حد غير والدك ؛ لأن والدك هتتسئل عنه بـ”أبوك فين” على طول.

• من ضمن الحاجات المُؤكِدة على عدم أبوة آزر لسيدنا إبراهيم
إن في حديث عن حبيبنا النبي بيقول “انا خيارٌ من خيار , مازلت أنتقل من أصلاب الطاهرين إلى أرحام الطاهرات ” .. فالحديث ده هيكون معناه إن إستحالة يكون في سلسلة نسب سيدنا محمد أي مشرك , هُمَّ كلهم كانوا مُوحدين بالله [قد يكون منهم أهل فترة , و دول بردو مابيدخلوش في دائرة المشركين]

وفيه علماء قالوا ان آزر هو فعلا والد سيدنا ابراهيم , كان من ضمن أسبابهم إن خطاب سيدنا إبراهيم مع آزر إتذكر في القرآن أكتر من مرة , وكلمة “أبيه آزر” ماجتش غير مرة واحدة والباقي كان بيتم الإكتفاء بلفظ “أبيه” فكان ده دليل ملموس إن آزر هو والده بالفعل..

لكن النقطة دي الشيخ الشعراوي كان عنده رأي تانى فيها وقال ان الآية إللي فيها لفظ “أبيه آزر” نزلت اول آيه وباقي الآيات نزلت بعد كدا , وبالتالي القضية اتحسمت ..
يعنى مفيش إحتياج للتكرار في باقي الآيات على إعتبار إن اللى بيقرا او بستمع بقى عارف إن آزر عمه لكنه في مقام أبوه.
_
•• وسواء كان الصواب هو كون آزر والد سيدنا إبراهيم أو عمه , في الحالتين مش هتفرق معانا في ديننا كتير لإن المُراد واضح ومُتفق عليه وهو أهمية النُصح في الدين وخصوصاُ للأقربين .. وده بيدل عليه أدلة كتير منها قوله تعالى {وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ}
وقال تعالى:{ قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ ناراً }
وقال صلى الله عليه وسلم (أبدأ بنفسك ثم بمن تعول)
عشان كده سيدنا النبي بدأ بالسيدة خديجة و سيدنا على وسيدنا زيد وكانوا معاه في الدار فآمنوا وسبقوا، ثم بسائر قريش، ثم بالعرب .. ثم بالعالمين.

فبالمثل هنلاقي سيدنا إبراهيم بدأ بأبوه (اذا كان بقا اللى أنجبه أو اللي ربّاه)
.. {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صِدِّيقًا نَّبِيًّا (41) إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنكَ شَيْئًا (42) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (43) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ ۖ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَٰنِ عَصِيًّا (44) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَن يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِّنَ الرَّحْمَٰنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} .. [سورة مريم]
_
سيدنا إبراهيم كان بيستغفر ربنا لآزر , كان بيحاول يتشَفّع لأبوه إللي ربّاه ؛ من باب رد الجميل وإنه بيحبه ,
فـ كان إستغفاره وشفاعته لآزر تنفيذاً للوعد إللي وعده ( بمعنى إن آزر وعد سيدنا إبراهيم إنه هيؤمن بدينه , فـ كان سيدنا إبراهيم بيستغفرله وهو فاكر إنه أسلم ) لكن لما آزر مات على الكفر ربنا بلّغ سيدنا إبراهيم إنه عدو لله ونهاه عن الإستغفار ليه , فـ توقّف فوراً عن استغفاره
(وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِّلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ ۚ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَأَوَّاهٌ حَلِيمٌ) ..[ آية 114 : سورة التوبة]
عشان كده هنلاقي إن الآية إللي فيها أمر لينا إننا نقتدي بسيدنا إبراهيم
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّىٰ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}

ركزوا بقا فى النقطة دى بيكون في تكملة الاية إستثناء وحيد وهو إننا مش مسموح لنا نتأسى بسيدنا إبراهيم في إستغفاره لآزر {إِلا قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأبِيهِ لأسْتَغْفِرَنَّ لَكَ وَمَا أَمْلِكُ لَكَ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} .. [آية 4 : سورة الممتحنه ]
موعدنا مع الحلقه الثانيه وذكاء سيدنا ابراهيم في معرفه ربه وكيف أشار بذلك

قصة سيدنا ابراهيم ابو الانبياء

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار