عكاشة قائد السرايا
عكاشة قائد السرايا
بقلم / محمـــد الدكـــروري
عكاشة قائد السرايا
ذكرت كتب السيرة النبوية الشريفة الكثير عن الصحابي الجليل عكاشة بن محصن، وقيل كانت القيادة عند عكاشة بن محصن، حيث أمّره الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على أكثر من سرية، وولاه بعض ولاياته، مثل سرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الغمر، وسرية عكاشة بن محصن الأسدي إلى الجناب أرض عذرة وبلي، ووجه رسول الله صلى الله عليه وسلم عكاشة بن محصن وأصحابه إلى الغمر، فخرج سريعا يغذو السير، فلما رآه القوم من بني أسد هربوا فنزلوا علياء بلادهم ووجدوا دارهم خلوفا، فبعث عكاشة صاحبه شجاع بن وهب طليعة فرأى أثر أنعام لهم، واختاروا رجلا من القبيلة ليرشدهم مقابل تأمينه، فدلهم على نعم أى أنعام لبني عم له، فأغاروا عليها فاستاقوا مائتي بعير.
وقدموا بغنيمتهم على رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا قتال، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ذا دأب في طلب أعداء الإسلام ولو بعد حين وكان نشاط البعوث والسرايا بالعام السادس قد صار كبيرا وكان مردوده الاقتصادي والعسكري والإيماني أكبر إيجابية على المسلمين وسلبية بأعدائهم ممن كانوا يفرون رعبا، وقد مات رسول الله صلى الله عليه وسلم وعماله على بلاد حضرموت زياد بن لبيد البياضي على حضرموت، وعكاشة بن محصن على السكاسك والسكون، والمهاجر على كندة، وكان بالمدينة لم يكن خرج حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فبعثه أبو بكر الصديق رضى الله عنه، بعد إلى قتال من باليمن، ومنذ أن سمع عكاشه هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم تاقت نفسه لطلب الشهادة.
والمسارعة لنيل هذه الدرجة العظيمة، فخرج يقاتل المرتدين، ويقضي على فتنة المتنبئين، وراح ليكون في طليعة الصحابة الذين خرجوا لقتال المتنبئ طليحة بن خويلد، مع خالد بن الوليد رضي الله عنهما، وبعثه خالد بن الوليد مع ثابت بن أقرم رضي الله عنهما طليعة أمامه يأتيانه بالخبر وكانا فارسين عكاشة على فرس له يقال له الرزام وثابت على فرس له يقال له المحبر، فلقيا طليحة وأخاه سلمة بن خويلد طليعة لمن وراءهما من الناس، فانفرد طليحة بعكاشة وسلمة بثابت رضي الله عنهما، فلم يلبث أن قُتل ثابت بن أقرم فصرخ طليحة لسلمة أعني على الرجل فإنه قاتلي، فكر سلمة على عكاشة فقتلاه جميعا ثم كرا راجعين إلى من وراءهما من الناس، وأقبل خالد بن الوليد ومعه المسلمون.
فلم يرعهم إلا ثابت بن أقرم قتيلا تطؤه المطي، فعظم ذلك على المسلمين ثم لم يسيروا إلا يسيرا حتى وطئوا عكاشة قتيلا، فأمر خالد بن الوليد بدفنهما فحفروا لهما ودفناهما بدمائهما وثيابهما، ولقد وجدوا بعكاشة جراحات منكرة ، وهكذا فارق عكاشة الدنيا ليلحق بركب الآخرة بلا حساب ولا عذاب، فهؤلاء هم الصحابة الكرام وهذا فضلهم العظيم تجاه الدعوه فى سبيل الله عز وجل، ولقد أثنى الله تعالى عليهم في كتابه، ونطقت بهم السنة النبوية في مدحهم، ولقد تواترت النصوص في كثير من السياقات وهذا مما يدل على دلالة واضحة وهو على أن الله سبحانه وتعالى حباهم من الفضائل، وخصهم من كريم الخصال، فقد نالوا به ذلك الشرف العالي، وتلك المنزلة الرفيعة عنده.