علاء مرسي.. نجم نادر يتألق بثلاثة وجوه رمضانية ساحرة! (إش إش ، قهوة المحطة ، شهادة معاملة أطفال )

علاء مرسي.. نجم نادر يتألق بثلاثة وجوه رمضانية ساحرة! (إش إش ، قهوة المحطة ، شهادة معاملة أطفال )
الكاتب الصحفي والناقد الفني عمر ماهر يكتب
لما نحكي عن علاء مرسي، نحنا ما عم نحكي عن مجرد ممثل مرق مرور الكرام، ولا عن نجم موسمي بيظهر ويختفي، بل عن فنان من العيار الثقيل، ممثل قادر يلعب بكل الألوان ويقدّم أدوار بتخلّي المشاهدين ينسوا إنن عم يحضروا تمثيل، بل يعيشوا مع الشخصية كأنها حقيقة. من أول ما دخل مجال التمثيل، وعلاء مرسي أثبت إنه حالة فنية استثنائية، ممثل عنده القدرة إنه يسرق الأضواء حتى لو كان دوره صغير، لأن حضوره وحده كفيل إنه يخلّي أي مشهد يلمع، وأي شخصية تبقى عالقة بالأذهان.
بس الغريب إنه، رغم موهبته الخارقة، بعده ما أخد المكانة اللي بيستحقها، وبعده ما حصل على البطولة المطلقة، رغم إنه بيملك كل المقومات ليكون نجم الصف الأول. هيدا الممثل قادر يقدّم الشر بأسلوب عبقري، لدرجة إنك بتكرهه وبتحبه بنفس الوقت، وبيقدر يدخل عالم الدراما الصعيدية كأنه ابنها، وبيرجع للكوميديا وبيخليك تضحك من قلبك بأسلوب عفوي بدون أي تكلف. يعني، عم نحكي عن ممثل كامل متكامل، قادر يحملك أي مسلسل أو فيلم لحاله، بس للأسف، الفرصة الحقيقية بعد ما إجت.
وهون بيطرح السؤال نفسه: لمين بنلوم؟ المنتجين؟ السوق الفني؟ العلاقات والمصالح اللي بتحكم المجال؟ أم إنه الإعلام ما عطاه حقه؟ الحقيقة إنه كل هالعوامل اجتمعت وساهمت بتهميش اسم بحجم علاء مرسي، رغم إنه لو كان بزمن الفن الحقيقي، كان اليوم نجم الشباك الأول، وكانت أفلامه ومسلسلاته هي الأهم بالساحة.
ولكن، ورغم كل هالتهميش، علاء مرسي بيرجع كل مرة أقوى، وبيفرض نفسه حتى لو حاولوا يتجاهلوه. والدليل؟ رمضان 2025، لما فاجأنا بثلاثة شخصيات مختلفة كليًا، بكل وحدة بيقدّم أداء مبهر، بيثبت فيه إنه ممثل من طراز عالمي، لازم ينكتب اسمه بحروف من ذهب، مش ينحط بمكانة أقل من اللي بيستحقها.
علاء مرسي مش مجرد ممثل، هو سلالة نادرة، نوع من الفنّانين اللي إذا راحوا، رح نخسر جزء من الزمن الجميل، من أيام التمثيل الحقيقي اللي كان الأداء فيه أهم من الشكل، والموهبة أهم من العلاقات. هيدا النجم لازم يتكرّم، لازم ياخد حقه، لأن فقدانه رح يكون خسارة كبيرة للدراما والسينما العربية. والسؤال يلي بيبقى مطروح: هل حان الوقت ليأخد علاء مرسي الفرصة اللي بيستحقها، قبل ما يكون الوقت متأخر؟
يعود النجم العالمي علاء مرسي هذا العام ليضيء الشاشة الصغيرة بثلاث شخصيات متناقضة تمامًا، في ثلاث مسلسلات رمضانية مختلفة، مقدّمًا أداءً استثنائيًا يثبت مرة جديدة أنه واحد من أندر المواهب التمثيلية في العالم العربي. نجم لا يُشبه أحدًا، يملك القدرة على التحوّل من شخصية لأخرى بسهولة مدهشة، وكأنه كائن سينمائي نادر يجب الحفاظ عليه من “الانقراض”، فهو سلالة خاصة تعيد إلينا ذكريات الزمن الجميل، أيام الفن الحقيقي والتسعينات الذهبية!
علاء مرسي.. نجم نادر يتألق بثلاثة وجوه رمضانية ساحرة! (إش إش ، قهوة المحطة ، شهادة معاملة أطفال )
“إش إش”.. عندما يلعب علاء مرسي “بالبيضة والحجر”!
في مسلسل “إش إش”، يفاجئنا علاء مرسي بشخصية شريرة غامضة، تختلف تمامًا عن شخصيته الحقيقية. هو الرجل الذي يجيد التلاعب بالأحداث، يشعل الفتن، ويتحكم بمصائر الآخرين بدهاء ساحر. هنا، نحن لا نرى علاء مرسي الممثل، بل نعيش مع شخصية حقيقية تُحرك الأحداث بخبث وذكاء. أداءه المبهر جعل الجمهور ينجذب نحو الشخصية رغم شرّها، ما يعكس مدى براعته في تقديم أدوار الشر بعمق وواقعية، بعيدًا عن الابتذال أو المبالغة.
“قهوة المحطة”.. علاء مرسي والأب الصعيدي الذي يُربي الأجيال
في عمله الثاني “قهوة المحطة”، يدخل علاء مرسي في تحدٍّ جديد تمامًا، مجسّدًا دور الأب الصعيدي الصارم، والد النجم أحمد غزي، وشقيق الفنان بيومي فؤاد. شخصية تحمل مزيجًا من الحنان والقوة، ترسم ملامح أب يحاول تربية أبنائه وسط صراعات الحياة، في مجتمع صعيدي تحكمه التقاليد والعادات. هنا، يعود مرسي إلى الجذور، إلى الأداء الواقعي الذي يشبه كبار نجوم الدراما الصعيدية، مانحًا الشخصية أبعادًا نفسية وإنسانية جعلتها قريبة من قلوب المشاهدين.
“شهادة معاملة أطفال”.. لقاء استثنائي بعد 20 عامًا مع محمد هنيدي
أما في المسلسل الكوميدي “شهادة معاملة أطفال”، فيفاجئنا علاء مرسي بدور مختلف تمامًا، حيث يجسّد شخصية صديق محمد هنيدي، الذي يلتقي به بعد غياب 20 عامًا. أداء علاء هنا يعكس روحه الكوميدية الفريدة التي لطالما تميّز بها، بأسلوبه الساخر الذكي الذي يجعل المشاهدين يضحكون من القلب. الكيمياء القوية بينه وبين هنيدي جعلت المشاهد التي تجمعهما مليئة بالطاقة والحنين إلى زمن الضحك النظيف والكوميديا الذكية التي افتقدناها لسنوات.
علاء مرسي.. نجم يستحق السجادة الحمراء للأوسكار!
بعد هذا التألق الكبير، لا يسعنا إلا أن نقول إن علاء مرسي هو كنز يجب الحفاظ عليه. نجم يملك أدوات تمثيلية استثنائية، يستطيع أن يقدّم الشر بحرفية، والدراما بواقعية، والكوميديا بخفة ظل راقية. في زمن يكثر فيه التقليد والتكرار، يظل مرسي حالة فريدة، فنانًا من طراز نادر يعيدنا إلى أيام الزمن الجميل، حيث كان الأداء الحقيقي هو سيد الشاشة.
هو نجم يستحق السجادة الحمراء للأوسكار، ويجب أن نحافظ عليه كإرث فني لا يتكرر. فشكراً علاء مرسي، لأنك لا تزال تصنع السحر في زمن أصبح فيه الإبداع عملة نادرة!
علاء مرسي.. نجم نادر يستحق الأوسكار، فمن سرق منه الفرصة؟
في عالم الفن، هناك أسماء لا تحتاج إلى تعريف، أسماء حفرت نفسها في ذاكرة الجمهور بموهبتها الفريدة وقدرتها على تجسيد الشخصيات بعبقرية استثنائية. علاء مرسي هو واحد من هؤلاء النجوم الذين لا يتكررون، فنان من العيار الثقيل، يمتلك أدوات تمثيلية مذهلة تجعله قادراً على تقديم كافة الأدوار، من الشر إلى الكوميديا، ومن الدراما العميقة إلى الأداء التراجيدي المبهر. ولكن، ورغم هذه الإمكانيات الهائلة، لم يحصل على المكانة التي يستحقها، ولم ينل الفرصة التي تليق بموهبته الفريدة. فالسؤال هنا: لماذا؟ ومن نلوم على هذا التهميش؟
نجم استثنائي لم يأخذ حقه في البطولة المطلقة!
حين نتحدث عن علاء مرسي، فنحن لا نتحدث عن ممثل عادي، بل عن ظاهرة تمثيلية قلّما نجدها. هو فنان يستطيع أن يجعلنا نحبه في دور الرجل الطيب، ونكرهه في دور الشرير، وننفجر ضحكًا في الكوميديا، وهذا بحد ذاته موهبة نادرة. قليلون هم من يملكون هذه القدرة على التلون والتنوع دون أن يشعر الجمهور أنهم يشاهدون “ممثلًا”، بل يعيشون مع شخصيات حقيقية.
ولكن رغم كل هذه الإمكانيات، لم يحصل علاء مرسي على البطولة المطلقة، بل بقي في الصف الثاني أو الثالث، يُمنح أدوارًا داعمة، رغم أنه قادر على حمل أي عمل فني بمفرده. هنا، لا بد من التوقف والسؤال: من المسؤول عن ذلك؟
هل نلوم المنتجين أم السوق الفني؟
هناك عدة أسباب يمكن أن تفسّر هذا الظلم الفني الواقع على علاء مرسي:
1. احتكار المنتجين للنجوم “التجاريين”
في عالم الفن، تتحكم شركات الإنتاج في توزيع الأدوار بناءً على حسابات تجارية بحتة، لا تعتمد دائمًا على الموهبة. إذ يفضل المنتجون الرهان على أسماء معينة تحقق لهم مكاسب مادية، حتى لو كان أداؤها لا يقترب من أداء علاء مرسي، وهذا ما جعله يُهمّش رغم تفوقه.
2. هيمنة “الشلة” على الصناعة
هناك قاعدة غير مكتوبة في الوسط الفني، وهي أن بعض النجوم يحصلون على فرص كبيرة بفضل العلاقات وليس بالضرورة بفضل الموهبة. علاء مرسي، رغم أنه معروف ومحترم، لم يكن يومًا جزءًا من “شلة” معينة تتحكم في توزيع البطولات، فكان هذا سببًا في تهميشه.
3. غياب الدعم الإعلامي الكافي
الإعلام يلعب دورًا محوريًا في إبراز النجوم، ولكن علاء مرسي لم يحصل على التغطية الإعلامية التي يستحقها. نادراً ما يتم تسليط الضوء على نجاحاته أو استضافته في البرامج الكبرى، على عكس ممثلين أقل منه موهبة ولكنهم يملكون دعماً إعلامياً ضخماً.
4. الذوق العام واتجاهات السوق
في السنوات الأخيرة، تغيرت طبيعة الدراما والسينما، وأصبح التركيز على شكل النجم أكثر من موهبته، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من الأداء الحقيقي. وهذا أضر كثيرًا بفنانين كبار مثل علاء مرسي، الذين يعتمدون على التمثيل الحقيقي وليس على “الترندات”.