
علاقة مثلث الشيطان بسليمان عليه السلام
بقلم / محمـــد الدكـــروري
الحمد لله رب العالمين نحمد ونستعينه ونستغفره ونستهديه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلن تجد له وليّا مرشدا والصلاة والسلام على من بعث رحمة للعالمين سيدنا محمد بن عبد الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا أما بعد ذكرت المصادر التاريخية حول دول العالم الكثير عن مثلث الشر أو مثلث الشيطان، أو مثلث برموده، وقيل في رواية أن نبي الله سليمان عليه السلام والهدهد والتي يظهر بواسطتها الرابطة بين مثلث برمودا والقرآن، والإمكانيات الخارقة التي وهبها الله سبحانه وتعالى للجن، إذ كان من السهل علي الجن أن يحضروا عرش الملكة بلقيس في لسيدنا سليمان عليه السلام، وإنشاء على ذاك فأن موضوع تخبئة سفن أو طائرات ليست بالأمر المتعب عليهم.
وإن إختفاء المركبات العابرة في هذا المثلث الملعون هو عدد لا يحصى من المركبات المختفية على مرّ آلاف السنين في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين، وعقود من الزمن مضت على الإعتراف الرسمي بها، ولا زال الغموض يكتنف الأمر وعقول البشر في حيرة بل عاجزة تماما عن تقديم أي تفسير منطقي لهذه الظاهرة، سوى بعض النظريات التي أوردها بعض الباحثين لكن يبقى إصرار العامة على إحتمال وقوف شياطين الجن وراء الإختفاءات في برمودا والتنين هو الإحتمال الأكبر بعد فشل العلماء والباحثين في تقديم التفسير العلمي المقنع لهذه الإختفاءات، فهل لشياطين الجن علاقة بأمر الإختفاء في منطقتي مثلث برمودا ومثلث التنين؟ وهل لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بإخفاء أو بالأصح بإختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين.
وكون هذه المركبات تشكل خطرا عليهم وعلى مملكتهم، وذلك بإفتضاح سرهم للبشر، وكما أن لدى شياطين الجن الدوافع للقيام بذلك، وهل لديهم أيضا القدرة على القيام بإختطاف هذه المركبات، والقرآن الكريم يؤكد على ذلك من خلال القصة التي حكاها لنا وحدثت قبل آلاف السنين، وتقول القصة أنه كان نبي الله سليمان عليه السلام أحد ملوك الأرض العظماء، وكان قد حكم بني إسرائيل وبنى له مملكة في مدينة القدس وحدث وأن طلب نبي الله سليمان عليه السلام من رب العالمين طلبا لم يُجاب لأحد قبله أو بعده ” رب اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنك أنت الوهاب” وحقق له الله عز وجل ما أراد، فأعطاه من النعم ما لا يعد ولا يحصى، من تلك النعم علمه منطق الطير، وسخر له الجن، وجعل الرياح تجري بأمره، وفي ذات يوم وبينما نبي الله سليمان عليه السلام جالس في خيمته.
أتاه طائر الهدهد وهو أحد جنود جيشه، وأخبر الهدهد نبي الله سليمان عليه السلام بأنه رأى في دولة سبأ قوم تملكهم امرأة لها عرش عظيم ويسجدون للشمس من دون الله، فأرسل سليمان عليه السلام كتابا بواسطة الهدهد لملكة سبأ التي تدعى بلقيس جاء فيه ” بسم الله الرحمن الرحيم ألا تعلوا علي وأتوني مسلمين” ووصل كتاب نبي الله سليمان عليه السلام لبلقيس ملكة سبأ وإطلعت بلقيس على الكتاب، وبعد مشاورات مع مستشاريها وبعد أن علمت أن لدى سليمان عليه السلام جيشا عظيما لا يقدر أحد على تحديه يتشكل من البشر والجن والوحوش والحيوانات والطيور، قررت الذهاب لسليمان عليه السلام خشية القتال، وعلم سليمان بأن بلقيس قادمة إليه بالطريق، فأراد أن يعد لها مفاجأة لعلها تكون لبلقيس المعجزة التي تثبت لها نبوته لتكون من المسلمين.
فجلس نبي الله سليمان عليه السلام في مجلسه المعتاد الذي يبتدئ من أول النهار إلى قريب الزوال، وجمع أتباعه الجن من حوله وقال لهم ” يا أيها الملأ أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين” أي من يأتي بعرش الملكة بلقيس العظيم الذي حدثنا عنه الهدهد من اليمن إلى هنا بالقدس قبل أن تصل الملكة بلقيس إليّ، فعرض أحد عفاريت الجن الحاضرين قدرته وخدمته قائلا ” أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك ” أي قبل أن ينقضي وقت إنتهاء مجلسك هذا الذي كان سينتهي بغضون الساعتين فقط، مختصرا بذلك رحلة تستغرق عدة أشهر، وعرض آخر من مؤمني الجن قدرته وخدمته على نبي الله سليمان قائلا ” أنا آتيك به قبل أن يرتد إليك طرفك” أي قبل أن يرجع إليك طرفك إذا نظرت به إلى أبعد غاية منك ثم أغمضته، وإستعان نبي الله سليمان عليه السلام بالأخير في إحضار عرش بلقيس.
وأحضر مؤمن الجن العرش كما قال أمام أعين سليمان عليه السلام، وبهذا يتضح لنا من خلال هذه القصة التاريخية التي ذكرها القرآن الكريم مدى القدرات الخارقة التي وهبها الخالق سبحانه وتعالى للجن، وأن مسألة إختطاف المركبات العابرة في منطقتي برمودا والتنين ليست بالأمر العسير عليهم، فقدرتهم على نقل عرش عظيم لا يقوى على حمله إلا بضعة رجال من سبأ في اليمن، إلى القدس في ظرف زمن خيالي أليس بقادر على إختطاف طائرة بالسماء أو سفينة على البحر أو غواصة تحت الماء ونقلها إلى أي مكان يشاء.
علاقة مثلث الشيطان بسليمان عليه السلام