
على أطلال الوجع… وقف الناس بلا مأوى
✍️ بقلم: محمود سعيدبرغش
لم يكن صوت الانهيار في “حدائق القبة” مجرد دويّ حجارة تساقطت من عقار متهالك، بل كان صوتًا موجعًا لقلوبٍ تفطرت، وأحلامٍ تبعثرت، وأسرٍ خرجت من بين الركام حاملة في عيونها ذهولًا، وفي أيديها لا شيء.
مشهد لا يُنسى…
أطفال يرتجفون، نساء يبحثن عن دواء مسنٍّ أو صورة لطفلٍ علّها لم تُسحق تحت الأنقاض، رجال يطأطئون رؤوسهم لا خجلًا بل قهرًا، فقد عجزوا عن حماية بيتٍ كان بالأمس لهم وطنًا صغيرًا.
ورغم المشهد المؤلم، ظهرت بوادر للرحمة والمسؤولية.
تحرّك محافظ القاهرة بسرعة، وبدأت عمليات نقل المتضررين إلى وحدات سكنية بديلة، في محاولة لتضميد الجراح وإعادة شيء من الاتزان إلى حياة اهتزّت على حين غرة.
لكن في الخلفية، خرجت بعض الأصوات الإعلامية التي لم تكن في مستوى الحدث، ولم ترَ في الكارثة سوى فرصة للوم الضحايا، وكأنهم اختاروا السكن في الخطر بإرادتهم، وكأن التقصير والإهمال لم يكن لهما يد في الانهيار.
الناس لا تريد خطبًا ولا اتهامات…
الناس تريد عدلًا، قلبًا يشعر، وسلطة تُحاسب من أهمل، لا من تهدّم بيته على رأسه.
وأخيرًا…
حين يسقط جدار، قد تبنيه الطوب والحجارة،
لكن حين تسقط الثقة والرحمة، من يعيد بناءها؟