
على عمقٍ بعينيكِِ
____________
على عمقٍ بعينيكِ
أرى الأشياءَ …
تشبهُ دمعةً حمراءْ
أرى أرضاً تموجُ ، كبحرِ أوجاعي
ومثلِ رعشةٍ لمساءْ…
على عمقٍ بعينيكِ
أسائلُ جفنَكِ المعسولَ أنْ يأتي…
بروعةِ مُنتهَى الأشياءْ
و هذا العمقُ في عينيكِ…
يوجعُني و أعشقُهُ…!
كمثل جريحةٍ نزفتْ بأشلاءٍ ، وكلِّ دماءْ…!!
أرى الدُّنيا وما فيها…!!
أراه الكونَ مُمتَزِجاً
بآهةِ مريمِ العذراءْ
و نخلتِها الموشَّاةِ بعمقِ الليلِ
يرميها لألفِ شتاءْ…!!
****
على عمقٍ بعينيكِ أرى سُفناً
أرى عشقاً…
أرى وطناً يقرِّح مُهجتي وَجعاً
كأنََ الويلَ يأخذُهُ..
عذاباً مفعماً وجداً يحاصرني بكل شقاء ….!
أراكِ العينَ تكتحلُ
كمثلِ غابةٍ سارتْ بأوردتي
كأسرابِ فراشاتٍ
و قد جئنَ من الأصقاعِ ، و الأنحاءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أرى نفسي
أُشابه شهقةً حَرَّى
أشابه جفنَكِ المنثورَ أهداباً
أشابهُ فجرَ ذاكَ الصبحْ ..
حنيناً مفعماً أصداءْ
أحبُّ العمقَ في عينيكِ
أعشقُه ، ويعشقُنِي
يعذِّبني ، يداويني
يحيلُ نجيعَ آلامي
إلى همسٍ ، يلاقيكِ صدى صوتي
و أحلى جُرعة لدواءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أريحُ القلبَ ، والأجفانَ
أعشقُكِ
و أعشقُ رجفةً ، في روحِكِ الرَّعشاءْ
على عمقٍ بعينيكِ
أراني و الحنينُ بها
يشابهُكِ
كأنّكِ مثلما العنقاءْ
كأنكِ مثلُ لونِ الشَّمسْ
ومثلِ النرجسِ الباهي
يزيِّنُ قلبَكِ المعجونَ في روحي
بألفِ نقاءْ
على عمقِ بعينيك ، أرى قلبي
فسيحَ العمقْ
يشدُّ وريدَ أعماقي
و شرياني إلى الأرجاءْ
أراني مفعماً عطراً
شبيهَ البحرِ يشكو لي
بحشرجةٍ ، وهمسٍ مفعمٍ ببكاءْ
على عمقٍ بعينيك
أرى وطني ينزُّ دماءْ…!!
فأعشقكِ …
و أعشقُه ، شعاعاتٍ من الشَّمسِ
من الفجرِ الذي يبدو
ترانيماً من الآهات ، تجعلني…
عنادلَ سوسنٍ ، وغناءْ …!!!
بقلمي
سهيل أحمد درويش
سوريا / جبلة
على عمقٍ بعينيكِِ