المقالات

عليكم بالنفع وتفريج الكرب

جريده موطني

عليكم بالنفع وتفريج الكرب

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عليكم بالنفع وتفريج الكرب

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله عليكم بالخير والصلاح والمشي في طاعة الله عز وجل، فإن أبواب نفع الناس كثيرة كقضاء ديونهم، أو الصدقة على الفقراء منهم، أو تفريج كربهم، أو الصلح بينهم، أو إدخال السرور عليهم، وغيرها، وقال شيح الإسلام ابن القيم رحمه الله ” وقد دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم على اختلاف أجناسها، ومللها، ونحلها، على أن التقرب إلى رب العالمين، والبر والإحسان إلى خلقه، من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه، بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه” ونفع الناس، والسعي في كشف كروباتهم، من صفات الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.

 

فالكريم يوسف بن يعقوب ابن إسحاق عليه السلام مع ما فعله إخوته به جهزهم بجهازهم ولم يبخسهم شيئا منه، وموسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين، فرفع الحجر عن البئر وسقى لهما حتى رويت أغنامهما، وإن هذا الجيل الذي صده عن السبيل الاستكبار وعلاه الغرور وأسكره الترف وجعل كتاب ربه وراءه ظهريا بحاجة ماسة إلى أن يعرف ربه حقا، ويعظمه صدقا بتدبر أسماء الله الحسنى، والتأمل في آياته، والتفكر في إعجازه، فمن استيقن قلبه هذه المعاني لا يرهب غير الله، ولا يخاف سواه، ولا يرجو غيره، ولا يتحاكم إلا له، ولا يذل إلا لعظمته، ولا يحب غيره، أما الذين يهجرون القرآن، ويرتكبون المحرمات ويفرطون في الطاعات.

 

ويتحاكمون إلى شرع غير شرع الله فما قدروا الله حق قدره، والذين يسخرون من الدين، ويحاربون أولياء الله ويستهزئون بسنة سيد البشر, ما قدروا الله حق قدره، من شهد قلبه عظمة الله وكبرياءه علم شأن تحذيره عز وجل في قوله تعالي ” ويحذركم الله نفسه” وقال المفسرون “أي فخافوه واخشوه” وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم “لعن الله الواصلة والمستوصلة” رواه البخاري ومسلم، والواصلة هي التي تصل الشعر بغيره، والمستوصلة هي التي تطلب فعل ذلك، فالزور وصف للشيء على خلاف ما هو عليه فعلا، عن طريق تسويته وتحسينه، ليحسب أنه صدق، ولقد حكى بعض أهل العلم الإجماع على أن شهادة الزوركبيرة من الكبائر، فقال الإمام القرطبى.

 

“شهادة الزور هي الشهادة بالكذب ليتوصل بها إلى الباطل، من إتلاف نفس، أو أخذ مال، أو تحليل حرام، أو تحريم حلال، فلا شيء من الكبائر أعظم ضررا منها، ولا أكثر فسادا بعد الشرك بالله” وشاهد الزور قد ارتكب عظائم كثيرة، منها الكذب والافتراء، فقال الله تعالى فى كتابه العزيز ” إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب” وإن من علا مات المنافق أنه إذا حدث كذب، وأنه بشهادة الزور قد ظلم المشهود ضده، حيث اعتدى بشهادته على ماله، أو عرضه، وربما على روحه، وأيضا ظلم المشهود له، حيث ساق ليه المال الحرام، فأخذه بشهادته، فوجبت له النار، وقد قال النبى الكريم صلى الله عليه وسلم “من قضيت له بحق أخيه شيئا بقوله، فإنما أقطع له قطعة من النار، فلا يأخذها” رواه البخاري.عليكم بالنفع وتفريج الكرب

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار