اخبار

عندما تُنصِت الدولة لصوت الإنسان.. إجازة العيد نموذجًا للرعاية الاجتماعية

جريدة موطني

عندما تُنصِت الدولة لصوت الإنسان.. إجازة العيد نموذجًا للرعاية الاجتماعية

بقلم: محمود سعيد برغش

عندما تُنصِت الدولة لصوت الإنسان.. إجازة العيد نموذجًا للرعاية الاجتماعية

في زمن تتسارع فيه عجلة الحياة وتتكاثر فيه الأعباء، يصبح الإصغاء إلى حاجات الإنسان البسيطة — كأن يحظى بإجازة كريمة في مناسبة دينية — فعلًا يحمل دلالات عميقة تتجاوز حدود الإدارة واللوائح، ليصل إلى جوهر العلاقة بين الدولة ومواطنيها.

قرار الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، بمنح العاملين في الدولة إجازة عيد الأضحى من الخميس 5 يونيو وحتى الاثنين 9 يونيو 2025، قد يبدو في ظاهره تنظيمًا إداريًا معتادًا. لكنه في جوهره انعكاس لفهم أعمق لطبيعة الإنسان، وتقدير لحقه في استعادة ذاته، وروحه، وأسرته.

إن هذه الإجازة لا تعني فقط أيامًا من الراحة، بل تعني اعترافًا بأن الإنسان ليس مجرد موظف في سجل أو رقم في كشوف الرواتب، بل هو قلب نابض داخل هذا الوطن، يحتاج إلى لحظة تأمل، صلاة، ضحكة مع طفل، جلسة مع والد، أو عناق دافئ في حضن أم.

وفي وقت يتضاعف فيه القلق لدى الأسرة المصرية بسبب الامتحانات، كان لافتًا أن القرار لم يغفل انتظام العملية التعليمية، حيث استُثنيت مواعيد الامتحانات المقررة، في توازن مدروس بين الواجب والراحة، وبين الالتزام والمواساة.

عيد الأضحى ليس مجرد طقس ديني، بل هو ذاكرة جمعية نعيشها بكل جوارحنا، نحملها من الطفولة حتى الشيخوخة. فيه تجتمع الأسرة، وتتجدد المعاني النبيلة: الفداء، الرحمة، الصلة، والمشاركة. ومنح الموظف حقه في عيش هذه اللحظات، هو شكل من أشكال الإنصاف الأخلاقي قبل أن يكون مكسبًا وظيفيًا.

نعم، حين تُنصت الدولة لنبض المواطن، وتمنحه مساحة للعيد، فإنها تبني ما هو أعمق من البنية التحتية والمشروعات؛ إنها تبني ثقة، وولاء، وانتماءً، لا تُقدّر بثمن.

كل عام وأنتم بخير، وكل عيد وأنتم أكثر قربًا ممن تحبون، في وطن يسمع، ويحس، ويحتوي

.عندما تُنصِت الدولة لصوت الإنسان.. إجازة العيد نموذجًا للرعاية الاجتماعية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى