عند اختبار الجنون
رصَدتُكَ تقتَفي آثارَ طيفِك
وهمسُ حواسِكَ امتزَجَتْ مَعينا .
عرَفتُ بأنَّ ما يحويهِ طيفُك
جنوناً في جوانِبهِ جنينا .
تخالُ بأنّكَ الملَكُ المتوَّج
وعينُكَ ذرفُ أدمُعِها أنينا .
تعيشُ مكبّلاً يَئِساً ومُضنى
تدورُ بوهمِ برزَخِها سجينا .
مضى كَلِحاً زمانُكَ يا بنَ آدم
وما اختلَطَ الفؤادُ بهُ حنينا.
بقيتَ تسيرُ تَغرِفُ من سَرابٍ
وتهرُبُ في مخادِعها هجينا .
تظنُّ بأنَّ جوفَكَ فيهِ سحرٌ
يضافُ لما تخبِّئُهُ سنينا .
تُبَعثِرَكَ الخطايا حيثُ تدنو
وعقلُكَ أفرَغَ الشّكوى حزينا .
تُسَوِّلُ نفسُكَ الغرقى لسوءٍ
وأنتَ لروحِكَ الثّكلى قرينا .
هرِمتَ ولم تزلْ ترجو سماحاً
وجسمُكَ في اللظى يأوي سجينا.
يُراوِدُ ليلَكَ المهجورِ حُلمٌ
تخطّى الحلمَ أثقَلها سنينا .
قَسوتَ على فوادٍ كان َ يَسمو
ويجمَعُ من شمائِلها يقينا .
شعر مهدي خليل البزال .
13/5/2024.