الدكروري يكتب عن الأزهر الشريف والمذاهب الأربعة
بقلم / محمـــد الدكـــروري
ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن مدرسة الفقه الحنفي، وعن صاحب المذهب الحنفي أبي حنيفة النعمان، وقيل أنه قد تميز المذهب الحنفي بعدة خصائص نوعية تمثلت في شورية المذهب، وامتزاج الحديث بالرأي، واستقلاليته بمنهج خاص في أصول الفقه، واعتداده بالفقه الافتراضي بمحاولة التعرف على حكم الشيء أو الواقعة قبل الوقوع، للعمل بهذا الحكم عند اللزوم، ويعتبر الأزهر ان المذهب الحنفي أحد المذاهب الاربعة التي تقوم عليها عقيدة الأزهر الشريف التي هي عقيدة الأشعري والماتريدي وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وقد حسم الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب هذا الأمر بالتأكيد على أن “عقيدة الأزهر الشريف هي عقيدة الأشعري.
والماتريدي وفقه الأئمة الأربعة وتصوف الإمام الجنيد، وقد حذر من وجود مخطط لاختطاف الفكر والمنهج الأزهري الوسطي المعتدل، الذي حافظ الأزهر عليه لأكثر من ألف عام، وأن الأزهر الشريف سيبقي أشعري المذهب ماتريدي العقيدة، ومحافظا على الفكر الصوفي الصحيح الذي ينتمي إليه عشرات من شيوخ الأزهر على مدي تاريخه، واعتبر الأزهر على مدار تاريخه ملاذا حصينا للتفكير، ومجالا حيا للتعبير، واحتضن سائر الاتجاهات واحترم كل المذاهب، من الشافعية والحنفية والحنابلة إلى جانب المالكية، هذا وارتبط المذهب الحنفي في الأزهر الشريف برواق الحنفية الذى أقامه الملك العادل نور الدين محمود زنكي ليقوم بعدها صلاح الدين الأيوبى ببناء عدة مدارس.
لتعليم فقه أهل السنة وعلى رأسها الفقه الحنفي ثم قام الأيوبى بتأسيس المدرسة السيفية التي جعل التدريس فيها على المذهب الحنفي، وعيّن للتدريس فيها الشيخ مجد الدين محمد بن محمد الجيني، ورتب له في كل شهر أحد عشر دينارا، وباقي ريع وقفها، يصرفه على ما يراه لطلبة الحنفية المقررين عنده على قدر طبقاتهم وبعد وفاته أنشأ خادم صلاح الدين جمال الدين بن جمال الدولة المدرسة الإقبالية وقسمها إلى قسمين أحدهما للشافعية والآخر للحنفية ثم قامت المدرسة الأزكشية التى بناها الأمير سيف الدين أيازكوج الأسدي أحد أمراء صلاح الدين، وجعلها وقفا على الفقهاء من الحنفية من الازهريين الذين قاموا بمجهود كبير فى نشر المذهب في مصر، وتنظر السلفية إلى المذاهب الأربعة.
ومنها المذهب الحنفي، على أن الأخذ بأحد المذاهب دون الآخر إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، ويعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم، ويقول الشيخ مشهور آل سلمان أحد كبار مشايخ السلفية في كتاب كشف الشبهات حول الدعوة السلفية “السلفيون لا يتعصبون لإمام واحد، ويرون أن التعصب لإمام واحد، والعمل المذهبي، والفقه المذهبي، فيه إهدار للآخرين، وهو في حقيقته طعن بالآخرين، ولكن السلفيين يعتمدون القواعد المستنبطة المقررة في كتب أهل العلم، ويعملونها معظمين للدليل، فمن أعمل رأيه دون هذه القواعد، فإنما يهدم معالم المنهج المطروق عند العلماء المرضيين.