المقالات

عودة ابن حجر العسقلاني إلي القاهرة 

جريدة موطنى

 عودة ابن حجر العسقلاني إلي القاهرة 

بقلم / محمـــد الدكـــروري

عودة ابن حجر العسقلاني إلي القاهرة

ذكرت المصادر التاريخية الكثير عن الإمام ابن حجر شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني، وقيل أنه بعد عودته إلى مصر شرع في إملاء تخريج أحاديث الأذكار للنووي بالمدرسة البيبرسية، وكان الابتداء بها في يوم الثلاثاء السابع من صفر سنة ثماني مائة وسبعة وثلاثون من الهجرة، واستمر بالإملاء قبيل وفاته، وكان آخر مجلس أملاه سنة ثماني مائة واثنين وخمسين من الهجرة بدار الحديث الكاملية، وجملة ما أملاه ألف ومائة وخمسون مجلسا، وبلغت عدد مجلدات ما أملاه عشرة مجلدات، أملاه من حفظه مهذبة محررة متقنة، وقد أشار هو إلى أماليه في بعض قصائده التي نظمها قبل وفاته، وقد عمل الحافظ ابن حجر بالتدريس، وعني ابن حجر عناية فائقة بالتدريس واشتغل به ولم يكن يصرفه عنه شيء. 

 

حتى أيام توليه القضاء، وغلب عليه تدريس عدة فنون، وكان أشهرها هو التفسير اشتغل ابن حجر بتدريس التفسير بالمدرسة الحسنية، والقبة المنصورية، وكما درس ابن حجر الحديث بشتي علومه حتى اشتهر به وغلب عليه، ولقد كثرت المدارس التي تولى تدريس الحديث فيها وكانت الشيخونية هي أول مكان ولي فيه تدريس الحديث، بأمر السلطان فرج بن برقوق، وذلك في شوال سنة ثماني مائة وثمانية من الهجرة، يليها قبة الخانقاه البيبرسية، والمدرسة الجمالية المستجدة، والجامع الطولوني، والقبة المنصورية، كما ولي مشيخة الحديث بالمدرسة الزينية سنة ثماني مائة وواحد وخمسون من الهجرة، ومشيخة إسماع الحديث بالمدرسة المحمودية، وولي أيضا مشيخة دار الحديث الأشرفية بدمشق. 

 

وكما درّس الحافظ ابن حجر الفقه بالشيخونية، والمدرسة الشريفية الفخرية، والكهارية، وولي تدريس فقه الشافعية بالمؤيدية أول ما فتحت في ثالث جمادى الأولى سنة ثماني مائة واثنين وعشرين للهجرة، كما درّسه بالمدرسة الخروبية البدرية بمصر، والصالحية النجمية، والمدرسة الصلاحية المجاورة لقبة الإمام الشافعي، وكانت طريقته في إلقاء الدروس متميزة عن أقرانه ويظهر فيها جانب الابداع بالنظر لما يثيره من مسائل تقوم على الاستنباط، والتشكيك، والنقد، وقد وصفه تلميذه السخاوي فقال إليه المنتهى في إلقاء الدروس على طريقة لم أري نظيره فيها، ويأتي في كل فن من بنات فكره استنباطا واستدراكا وتشكيكا بما يبهر علماء ذلك الفن، بحيث يقضون له بالسيادة فيه، وكان لايبدأ درسه حتى يقرأ سورة الأعلى. 

 

ويصلي على رسول الله صلي الله عليه وسلم ويدعو له وللحاضرين والأئمة الماضين، وقد سُئل عن الحكمة في خصوص سورة الأعلى دون غيرها، فقال قد تبعت في ذلك شيخنا العراقي، وفيها من المناسبة قوله تعالى ” سنقرئك فلا تنسي” وقوله تعالي ” فذكر إن نفعت الذكري” وقوله تعالي ” صحف إبراهيم وموسي” 

عودة ابن حجر العسقلاني إلي القاهرة 

اكمل القراءة

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
آخر الأخبار