
• عيناك صرخة موتي
جاسم العبيدي
أنا المبتلى الآن خارج وجه المدينة
وحين أعود
أجيء غريبا
كعود البراري كئيبا لحزني
جسدي القنطرة
فوق وجه الفراتين تسلبه الذاكرة
ووجهي مغطى بلون الرماد يداعبه الماء
مختلسا غفوة الفجر
والخوف يسرح مابين عينيه متشحا بالسواد
بلون الصخور التي نحت الماء أضلاعها
تكور خوف الربيع الذي مات
في زمن الرعب
هذا أنا أتوقف في حضرة الاه
حين تكونين في داخلي نخلة
مالت بها الريح
ينكسر العود في داخلي , جذعها يتأرجح
وكان لي الموت صحبا
رفيقا الى كل درب
فأين أخبء عني تراتيل موتي
وألقي جذوري
وأين أخبيء وجه الحضارة
وأرسم وقع انتظاري
على ساعديك يظل البكاء مريرا
تعالي ففي الموت يجثو الجسد
سأنسج من زبد الموج روحي
وأعطيك وجه اقتداره
وأعطيك لوح المرارة
وحين تمر القوافل أسري الى جبهة النهر
أحفر في مقلتيه اعتذاري
أضمك في ملتقى ساعدي
واحمل شوقي وبوح احتضاري
تعالي إلى ساعدي لحظة الرعد
عند ارتعاشي
ساتيك وجها غريبا بلا وطن يحتويني
ساتيك وجها بلون شقائي
واسري
•
أيها الحزن
ها أنت تصهرني الآن بين فكيك
تقتلني
تصيرني صمت كل الوجوه الحزينة
تعلقني فوق سور المدينة
وتغتال في بذور الحنين وصوت السكينة
وبين اغتيالي وذبح عيالي
زمان التعرق
يبدو من الرعب
يصعد حزنا من الخاصرة
ألوف تطوق وجهي
تطوف , تمر , وتهوي
ووجهي الذي قد غزته السيوف
أحالته كل الحكايات وجها كثير التجاعيد
كمثل رصيف تخطته أحذية العابرين
وضاعت خطاه الاخيره
•
هذا هو النهر يمضي إليك وحيدا
ينابيعه من مرارة روحي
يمر ويقطع عني مسيره
وهذا صباحي
ضيعني في المصب وقطع عني جذوره
وها هو صوتي يختال بيني وبينك
يمشي إليك وئيدا
كفيفا
وعيناك وقد من النار تثقل فيها انصهاري
ذراعاك
أين ذراعيك ؟؟؟؟
لاشيء يبعد عني انهياري
أنا من أتاك من الموت منتفضا بالرزايا
تمر بجوفي ألوف الضحايا
حشود تمر وفي وطني
لا أرى لي صوتا
ولا اعرف الآن بيتا
لآوي إليه
شاهدتي أنت
وقبري الذي إن أتيت ألوذ إليك
أنت المدينة , أصواتها ,
رحاها التي تشتكي الدوران وتطحن أبناءها
لماذا تضيعني وتضيعين فيها
وتصبح عيناي مثل الرصاصة
وعيناك صرخة موتي
لماذا يغيرون باسمي احتيالا
واسمع هذا النحيب
صورة موت أتى , لا سيأتي
وتلك الوجوه التي تتربع راسي
وتكبح صوتي
تغير وجه الخريطة
عيناك صرخة موتي