الرئيسيةاخبارغزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا
اخبار

غزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا

غزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا

غزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا

بقلم: محمود سعيد برغش

غزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا

في غزة، لم تعد الحياة تُقاس بالأيام، بل بعدد المرات التي ينجو فيها الإنسان من موتٍ وشيك؛ موتٍ يأتي على هيئة قصف، أو جوع، أو مرض، أو فقدان الأمل. اليوم، في 24 يوليو 2025، تقف غزة على شفا مجاعة جماعية، بينما تئن الأرض تحت وطأة الحرب، ويغيب ضمير العالم تحت ركام الصمت.

المجاعة… حين يتغذى الموت على أجساد الأطفال

في مشهد يُبكي الحجر، سجلت المنظمات الدولية 111 حالة وفاة جوعًا، بينهم أطفال صغار لم يعرفوا من الحياة إلا الخوف. يقول أحد الأطباء: “نحن نُجري العمليات ونحن جائعون… أيدينا ترتجف لا من البرد، بل من الجوع والعجز.” هذا ليس مشهدًا من فيلم خيالي، بل واقع مستشفيات غزة، التي أصبحت غرف طوارئها مقابر مؤقتة، يملؤها البكاء، والأنين، وصوت الأمل المحتضر.

قصف فوق أنقاض القصف

لم يعد هناك شيء لم يُقصف. الخيام التي احتمى بها النازحون دُمرت، والعائلات التي هجرت بيوتها هربًا من الموت، وجدته في علب الطعام الشحيحة التي صارت فخاخًا، حيث سقط المئات أثناء تدافعهم لأجل لقمة تسد الرمق.

المفاوضات: هل يأتي السلام من بين الركام؟

أعلنت حركة حماس أنها قدّمت ردها على مبادرة وقف إطلاق النار. وإسرائيل تدرس الرد. لكن أهل غزة لا يملكون رفاهية الانتظار. في ظل استمرار العدوان، المفاوضات تبدو كما لو كانت تجري في كوكب آخر، بعيدًا عن صوت بكاء طفل يبحث عن حليب، أو أم فقدت نصف أسرتها.

ماذا بقي؟

بقيت الكرامة. بقي الصوت الذي يصرخ “نحن بشر”، بقيت الأم التي توزع قطعة خبز على خمسة أبناء، وبقي الشاب الذي يكتب على جدار مدمر: “لن نموت بصمت.”

غزة لا تحتاج فقط إلى هدنة مؤقتة، بل إلى عدالة دائمة، إلى كرامة لا تُصادر، إلى ضمير عالمي لا ينهار أمام الابتزاز السياسي. غزة، اليوم، ليست مجرد عنوان في نشرة الأخبار؛ إنها وصمة في جبين الإنسانية… أو ما تبقى منها.

غزة: حين تصبح الحياة ترفًا والموت خيارًا يوميًا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *