Uncategorized

غزّة وسيناء… مصر تفضح خطة التهجير التي بدأت من مطابخ “الرحمة” الأميركية!

جريدة موطني

بين غزّة وسيناء… مصر تفضح خطة التهجير التي بدأت من مطابخ “الرحمة” الأميركية!
بقلم .. د / هاني المصري
———————————

في مشهد يفيض بالتناقضات والريبة، تتصدّر ما تُعرف بـ”مؤسسة غزة الإنسانية” واجهة الجهود الإغاثية في القطاع المحاصر، لكن خلف الشعارات الوردية، تكشف الوقائع أن هذه المؤسسة الأمريكية ليست سوى أداة ضمن خطة إسرائيلية-أمريكية أوسع، تستهدف إحكام الخناق ليس فقط على غزة، بل أيضًا على مصر، تمهيدًا لفرض مشروع تهجير فلسطيني قسري وتصفية القضية الفلسطينية على مراحل.

أقنعة الإغاثة… وأنياب السيطرة
أنشئت “مؤسسة غزة الإنسانية” بواجهة خيرية مدنية، لكنها ترتبط مباشرة بشبكة من المصالح الإسرائيلية-الأمريكية، حيث تتولى إدارة توزيع المساعدات في غزة وفق آليات مراقبة وتحكم صارمة، تُفرَض بالتعاون مع شركات أمنية خاصة. وقد كشف تقرير نشرته صحيفة الغارديان أن المؤسسة تعمل ضمن ما يُسمى بخطة “الفقاعات الإنسانية” التي تسعى إسرائيل لتطبيقها بدعم أمريكي، عبر إنشاء مراكز توزيع تحت سيطرة الشركات الخاصة في شمال غزة وجنوبها، في ظل غياب أي إشراف فلسطيني أو دولي مستقل.

مخطط خنق مصر والتمهيد للترحيل
ما هو أبعد من غزة وأكثر خطورة هو البُعد الإقليمي للخطة. فبحسب مصادر دبلوماسية مطلعة، تسعى الولايات المتحدة، بالتنسيق مع إسرائيل، إلى فرض سياسة الأمر الواقع على مصر من خلال تجفيف المنفذ الوحيد لغزة، معبر رفح، والتلاعب بورقة المساعدات بهدف الضغط على القاهرة لقبول تهجير سكان غزة إلى أراضي شمال سيناء. ويؤكد دبلوماسيون غربيون أن مصر تواجه ضغوطًا اقتصادية هائلة ربطتها واشنطن بشكل غير مباشر بالموافقة على هذا المخطط.

الخليج في فخ الطاعة السياسية
من اللافت أن الموقف العربي الرسمي، خاصة من دول الخليج، بدا خافتًا ومتواطئًا إلى حد بعيد. فقد خضعت بعض العواصم الخليجية لضغوط أمريكية مباشرة من أجل دعم الخطة تحت غطاء “تمويل العمل الإنساني”. بل إن بعض الدول بدأت بالفعل بتحويل الأموال إلى هذه المؤسسة المشبوهة، في ظل استبعاد تام لوكالة الأونروا، التي تعتبر العمود الفقري للمساعدات الإنسانية في غزة منذ عقود.

رفض دولي… لكن بلا أدوات ردع
أعربت الأمم المتحدة، إلى جانب عدد من المنظمات الدولية، عن قلقها من هذه التحركات، ورفضت الانخراط في خطة توزيع المساعدات عبر شركات خاصة. كما نددت جهات حقوقية دولية بمحاولات فرض نموذج إغاثي يُدار كمشروع تجاري أمني، معتبرة ذلك مسًّا بجوهر العمل الإنساني وتحويلاً له إلى أداة هندسة سياسية وإقليمية.

تصفية منظمة ومدروسة للقضية الفلسطينية
المؤسسة، وإن رفعت شعار الإنسانية، تُعد أداة مركزية في مشروع إعادة تشكيل الواقع السياسي للمنطقة، من خلال:

تفكيك مفهوم “اللاجئ الفلسطيني” وتحويله إلى “نازح مؤقت” يمكن نقله.

فرض معادلة “المساعدات مقابل الترحيل”.

إغلاق باب العودة كليًا، وفرض واقع جديد ينهي الحلم الفلسطيني.

وختاماً .. حين تكون المساعدات سلاحًا
ما يجري في غزة ليس مجرد “إدارة أزمة إنسانية”، بل هو تفكيك سياسي مقصود، ومخطط لإعادة رسم خارطة القضية الفلسطينية. إن مؤسسة غزة الإنسانية، بما تحمله من نوايا مبيتة، ليست سوى رأس جبل جليد يخفي تحته مشروعًا خطيرًا يهدد فلسطين ومصر والمنطقة بأسرها.

فهل يستيقظ الضمير العربي؟ أم أن الصمت هو الثمن المدفوع لمعادلة البقاء تحت المظلة الأمريكية؟

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى